بعد سنوات من التهديد بقتله، «نجحت» إسرائيل فى اغتيال وزير الداخلية الفلسطينى فى الحكومة المقالة بغزة سعيد صيام، الذى يعده البعض ضمن التيار المعتدل فى حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بينما تعتبره إسرائيل أحد الأجنحة المتشددة فى الحركة، وتقول عنه حماس إنه «رجل المرحلة». ولد صيام فى مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين فى غزة عام 1959، وتعود أصوله إلى قرية «الجورة»، قرب مدينة عسقلان، وتخرج عام 1980 من دار المعلمين فى رام الله، وأكمل دراسته الجامعية فى جامعة القدس المفتوحة، التى حصل منها على شهادة بكالوريوس فى التربية الإسلامية. مارس التدريس فى مدارس وكالة غوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأنروا» فى غزة منذ عام 1980 وحتى عام 2003، وكان مسؤول دائرة العلاقات الخارجية فى حركة «حماس»، وعضو القيادة السياسية للحركة فى قطاع غزة، وعمل عضواً فى مجلس أمناء الجامعة الإسلامية فى غزة، وتعرض للاعتقال عدة مرات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ثم أبعد لمدة سنة إلى مرج الزهور فى جنوب لبنان عام 1992. كان عضواً فى المجلس التشريعى الفلسطينى، حيث فاز بأعلى الأصوات على مستوى فلسطين، وعين وزيراً للداخلية فى الحكومة الفلسطينية العاشرة التى شكلتها حركة حماس كأول حكومة لها بعد حصولها على الأغلبية فى المجلس التشريعى الفلسطينى، وأسس قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية فى قطاع غزة سميت قوة الإنقاذ الوطنى «القوة التنفيذية»، ولم تحمه شعبيته من انتقادات حركة «فتح» واتهامها له بأنه «مهندس العملية العسكرية، التى أدت إلى طرد فتح من غزة». تعرض مكتبه لقصف جوى إسرائيلى فى يونيو 2006 بعد عملية اختطاف الجندى الإسرائيلى جيلعاد شاليط، وهددت إسرائيل باغتياله، وكان محاطاً بإجراءات أمنية مشددة طوال توليه منصب وزير الداخلية. صيام، الذى استضافته «المصرى اليوم» على مأدبة إفطار رمضانية فى أكتوبر 2006، تحدث عن الأوضاع على الساحة الفلسطينية، ورد على الاتهامات التى وجهتها له حركة فتح بأنه يقتل الشعب الفلسطينى من خلال القوة التنفيذية التى شكلها.. اللافت أننا فوجئنا به يطلب إرسال سيارة لإحضاره إلى مقر الجريدة، لأنه لا يملك سيارة يتحرك بها فى القاهرة، فقد اعتدنا عند زيارة أى مسؤول أن تصاحبه سيارات التأمين، سواء من مصر أو من سفارة دولته، ووصل الوزير إلى الجريدة دون أى حراسات مصرية أو فلسطينية، على الرغم من أن نفس الشخص عندما كان قيادياً فى الحركة كانت زياراته تحاط بإجراءات تأمين مشددة، وشكا صيام عندها من عدم الاهتمام بزيارته، ورفض وزير الداخلية مقابلته. وقال الكاتب الفلسطينى عبدالقادر ياسين إن اغتيال صيام يشكل «خسارة كبيرة للحركة الوطنية الفلسطينية»، مشيراً إلى أن الشهيد «يحظى باحترام كبير بين أبناء الشعب الفلسطينى. وأضاف أن صيام كان «عقلانياً وصامتاً لذلك اعتقد أن البعض أنه متشدد، لكن الحقيقة أنه لا يوجد أجنحة متشددة ومعتدلة فى حماس، والخلافات بين قيادات الحركة لم تصل إلى حد التباين الشديد فى الرأى».