بخصوص طلبنا من الشيخ الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، أن يعلن فتوى صريحة عما يقال عن تعارض تعاليم الدين الإسلامى مع النحت، أرسل أحد القراء يؤكد أن النحت حرام، ولا يمارسه غير سفهاء البشر، وأنه منع ابنته من دراسة النحت فى إحدى كليات الفنون، ثم قال: «وعندما تطلب فتوى من مفتى الجمهورية يجب أن تطلبها بأدب، وليس بهذا الأسلوب الذى استخدمته فى مقالك». وقد أزعجنى قوله هذا، فحتى لو كان قارئ واحد شعر بالحق أو الباطل أننى لم أطلب تلك الفتوى بالأسلوب الذى يليق بمكانة الشيخ كعالم كبير من علماء الدين، لاستوجب ذلك التأكيد على ما لم نتصور أننا فى حاجة إلى تأكيده، وهو احترامنا للعالم الجليل، الذى يدرك من غير شك أننا نطالب بهذه الفتوى دفاعاً عن الدين الإسلامى، ودفاعاً عن الثقافة المصرية. وفى رسالة من طارق جابر قال فيها: «لدىَّ تحفظ على المطالبة بفتوى من علماء الدين تنفى تحريم النحت، فعدد كبير من الناس أصبح محكوماً بالفتاوى حتى فى المسائل التى تخرج عن نطاقها وحدودها، والمشكلة أننا لن نصل إلى فتوى قاطعة، وأن إصدار المفتى أو شيخ الأزهر هذه الفتوى لن يكون له أثره العميق لأن كليهما لم يعد ينفرد بالفتوى، والناس الآن أميل إلى اتباع الفتاوى الأكثر تشدداً وانغلاقاً، تماشياً مع الميل العام نحو الغلو وعليه أحسب أن الموقف الأصح هو إقناع الرأى العام والناس بأن استئصال الفن من حياتهم يميت أرواحهم». وفى «الأهرام» يوم الأربعاء الماضى كتب الزميل الناقد والمخرج السينمائى المتميز أحمد عاطف مقالاً عن مهرجان القاهرة للسينما المستقلة قال فيه إن قاعة «روابط» التى شهدت الدورة الأولى عام 2006 تفتقد إلى الأمان، وإن القائمين على إدارة المهرجان ليست لديهم خبرة فى إقامة المهرجانات، ولذلك يفتقد إلى الكثير من المقومات الأساسية للمهرجانات مثل عدم وجود «كتالوج». واعتبر عاطف المهرجان «مجرد نزق ولافتة ضخمة»، وسألنى سؤالاً مباشراً: لماذا أدافع عن هذا المهرجان فى «صوت وصورة». لا أستطيع إبداء أى رأى فى موضوع «أمان» قاعة «روابط»، والدفاع المدنى فقط هو الذى يقرر ذلك، وأتفق مع الزميل فى عدم خبرة القائمين عليه، وفى ضرورة وجود «كتالوج» للمهرجان، ولكن هذا لا يعنى أنه مجرد «نزق»، وإنما مبادرة رائعة يمكن أن تتطور مع الأيام، وقد أقيم عام 2006 فى «روابط»، ومنع عام 2007، وأقيم عام 2008 فى معهد جوته بالقاهرة. ودفاعى عن حق المجموعة التى تنظمه فى إقامته. [email protected]