انتقد مصدر مصرى مسؤول التصريحات الأخيرة لأمين عام حزب الله اللبنانى حسن نصر الله عن مصر، والتى أصدرها أمس الأول، مؤكداً أنها تعبر عن «جهل مركب» بحقائق الأوضاع، وتكرس «مأزقاً كبيراً» يواجه مندوب إيران الأول فى لبنان -على حد وصفه. وقال المصدر «إن نصر الله الذى لم يقدم إلى غزة حتى الآن سوى مجموعة من الخطب الرنانة أمام كاميرات الفيديو ومتشيعية، بدا وكأنه تحول من امتهان مقاومة إسرائيل إلى امتهان الخطب والشعارات البالية، وراح يطلق من مخبئة سهاماً مسمومة باتجاه مصر لا تصدر إلا عن حاقد أو مأجور». وذكر المصدر أنه من المؤسف أن يعلن أمين الحزب صراحة عداءه لمصر بشكل فج يكرس عمالته الواضحة للدولة الإسلامية الثورية التى تسعى للتأثير على بلده من خلاله. وقال «إن مصر لا تلتفت أبداً إلى عداوات الحاقدين الجهلة الذين ورطوا بلادهم فى حروب خاسرة ثم ندموا بعد ذلك فى مشهد مخز، على ما فعلوه، بعد أن تسببوا فى قتل ودمار بلادهم ومواطنيهم». ونصح المصدر أمين الحزب ب«ألا يفتى أو يخطب إلا فيما يعرفه»، وأن يمتنع عن تسجيل النقاط من خلال الدائرة التليفزيونية المغلقة إرضاءً للمرشد الأعلى الذى لا شك أنه يفخر بأحد أخلص تلاميذه فى المنطقة. ومن جانبه، استنكر مفتى جبل لبنان الشيخ محمد على الجوزو، حملة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على مصر، ووصفها بأنها «حملة إيرانية مشبوهة تحمل أبعاداً مذهبية وإقليمية خطيرة جداً»، لكونها تشغل ناراً بين الشعوب العربية والشعب الإيرانى. وقال الجوزو، فى تصريح له أمس، إنه منذ الصيف الماضى وإيران تشن حرباً إعلامية شعواء على مصر» داعياً إلى التأمل فيما قدمته مصر للقضية الفلسطينية وما قدمته إيران. ونوه إلى أن مصر خاضت أربع حروب من أجل تحرير فلسطين حتى حرب عام 1973 التى انتصرت فيها مصر انتصاراً عظيماً تجاوز كل الحسابات التى كانت تقول باستحالة النصر على الجيش الإسرائيلى. وتساءل الجوزو «أين الحروب التى خاضتها إيران ضد العدو الإسرائيلى؟.. وهل من مصلحة العرب والمسلمين أن تدخل المنطقة فى مثل هذا الصارع؟ ولماذا تزرع الكراهية بين الشعوب الإسلامية. وقال «يؤلمنا جداً أن نسمع أصواتاً تغالى فى العداوة، وتدعو إلى التفرقة والخلاف وتمزيق الأمة العربية، ومهما بلغت الأحقاد التاريخية والمذهبية فلا يجوز أن نعود إلى الوراء 14 قرناً من الزمان، ونحيى ما طوته الأيام من خلافات عفا عليها الزمن.