فى أيام الوحدة بين مصر وسوريا كانت تضج الإذاعات العربية وبالأخص صوت العرب بالأغانى التى تشيد بالوحدة وتؤكد عليها، ومن بين هذه الأغانى أغنية كتبها بيرم التونسى بعنوان «وحدة ما يغلبها غلاب».. تجمع لهجتها بين المصرية والسورية يقول مطلعها: «وأنا واقف فوق الأهرام.. قدامى بساتين الشام».. وصولاً إلى «وحدة ما يغلبها غلاب»، وقد تغنى محمد قنديل بهذه الأغنية بصوته الرائع وبحس حماسى بالغ.. لكن كثيريٌين لا يعرفون من هو صاحب اللحن؟ أيضاً هناك أغنية أخرى لمحمد قنديل كتب كلماتها عبدالفتاح مصطفى تقول: «سحب رمشه ورد الباب.. كحيل الأهداب نسيت أعمل لقلبى حجاب.. وقلبى داب»، وهذا الملحن كان متحمساً جداً لصوت قنديل، فلحن له مثلاً «ماشي كلامك» و«سماح» وغيرهما، أما الملحن فهو ممثل قدير يكاد لا يعرفه البعض وكان أحدث ما قدمه من أدوار سينمائية هو دوره «صديق الأراجوز» فى فيلم الأراجواز لعمر الشريف. وكان البطل الأساسى فى مسلسل قديم اسمه عادات وتقاليد، وكان يلعب فيه دور زوج عقيلة راتب أما هذا الممثل القدير فهو عبدالعظيم عبدالحق الذى لم يكن يقدم لحناً إلا إذا تملكته الرغبة فى ذلك، فالأغانى التى لحنها قليلة لا نذكر منها الآن سوى «تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد رشدى وحبيب الله، لكارم محمود و«قلبى حبك» لإسماعيل شبانة شقيق عبدالحليم حافظ و«الشمعتين» لحورية حسن واليوم يكون قد مر على مولد هذا الفنان 103 أعوام فهو مولود فى الخامس من يناير عام 1905م، وهو من مواليد أبى قرقاص فى محافظة المنيا وقد بدأ هاوياً للموسيقى، وبدأ بالعزف على الآلات النحاسية والخشبية فى فرقة الكشافة فى مدرسته الابتدائية فى أبى قرقاص على يد شحاتة أفندى مدرس الموسيقى بالمدرسة وعزف على آلتى «الفلوت الكبير والصغير» ثم آلة الترومبا ثم «اليوفنيوم» كما تدرب على الآلات الإيقاعية كالطبل الكبير والترومبيطة. عبدالعظيم عبدالحق أيضاً وضع موسيقى تصويرية لأفلام سينمائية تسجيلية وحصل على جائزة إيطالية عن إحداها، ومما شغله هذا الفنان من وظائف وظيفة مدير عام الموسيقى بوزارة الشؤون الاجتماعية ولم يصلنا عن تفاصيل سيرته الفنية الحافلة إلا القليل، ونتطلع لمعرفة المزيد، لكن ما يلفت الانتباه أننا تقريباً لا نرى الرجل قد حظى بتقدير يستحقه بعد مماته أو أثناء حياته رغم أنه قدم لمصر ولفنى التمثيل والموسيقى الكثير.