ما أصعب الاحتكام لصوت العقل الآن، أعداد شهداء «غزة» فى تزايد، والصراخ والعويل الإعلامى تجاوز درجة الغليان. المظاهرات لا تهدأ فى العواصم العربية والأوروبية، والتحريض «المعلن» على مصر (قيادة وشعبا) لا يتوقف!. وكأنما هناك «ثأر ما»، آن الأوان لتصفيته مع «الإخوة الأعداء»، الذين تضامن بعضهم أخيرا للنيل من «سمعة مصر الوطنية»، فانطلقت «الحناجر» الثورية فى وصلة نضال «مدفوع الأجر»!. لست بحاجة للوقوف فى خانة الدفاع عن مصر ضد اللوبى الفارسى (إيران وسوريا وحزب الله وحماس)، ولا أتصور أن الشارع المصرى «الغاضب» سينصت بوعى لمن يخاطب ضميره الوطنى. لقد تكفل «مهدى عاكف» بتزييف وعى الجماهير، وإستكمال دور «حماس»: (المرشد العام لجماعة الإخوان المحظورة لا يرفض المد «الشيعى»، ويفضل إمارة إسلامية على دولة فلسطينية) !..«التمويل» يتحكم - إذن - فى المواقف السياسية!. «التمويل» السخى لحكومة «أحمدى نجاد»، جعل من كل «سمسار» بطلاً للمقاومة، وأشعل الصراع على السلطة بين (حماس وفتح)، مما أوقع حماس فى فخ «التصفية العرقية» للشعب الفلسطينى بأيادٍ إسرائيلية. وبمجرد تهديد طلاب «الحرس الثورى» باحتلال مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران، سارع آلاف اليمنيين باحتلال مبنى القنصلية المصرية فى عدن لإدانة ما سموه «التخاذل المصرى»!!. وكأن كل «الخيول» فرت من «الإسطبل»، فى مشهد «همجى»!. يسبون «القاهرة».. ولسان حالهم يلعن أنظمتهم الكاتمة على أنفاسهم!. أين جيوش «الهنود الحمر» الجاهزة لتحرير فلسطين؟ لماذا لا يفعلها سماحة السيد «حسن نصر الله»، ويوجه صواريخ «حزب الله» إلى «تل أبيب»؟ سبق لسماحته أن هدم لبنان بأكمله لتعيش «المقاومة»، ولم ينتصر .. ولم ينكسر. بل ظل ذراع إيران الأخطبوطية، التى تعبث بالجميع. لماذا لم يتحرك «الأسد» ليقتحم «عرين إسرائيل» فى الجولان المحتل؟ هل المطلوب أن توفر مصر «الوطن البديل» للفلسطينيين، على أمل نجاح الوساطة التركية بين سوريا وإسرائيل؟ ليكن، فليخرج قادة «حماس» من خنادقهم أولا، يشيعون ضحايا حماقتهم السياسية، ويقودون التحرك عبر معبر «رفح».. للأسف اختبأ القادة (تكتيك السياسى)، وتركوا الطائرات الحربية تقصف المدنيين!. المقاومون (من تحت الأرض)، يتوعدون إسرائيل بالقتال حتى «آخر رمق»، وضمنيا حتى آخر نقطة دم فلسطينية!. لا يجوز أن يتعرض «القادة» للتصفية، إنهم يديرون المعركة (من مخابئهم).. وعلى الجيش المصرى أن يلبى نداء «نصر الله» ويقلب الأوضاع، وكالعادة يحارب «نيابة» عن أصحاب القضية. لقد تحول الشعب الفلسطينى إلى كاسحة ألغام، تمهد الأرض أمام المصالح الإيرانية، أصبحوا دروعا بشرية تحمى «القادة»، القادة جاهزون دائما للهرب والاحتماء ب«رأس الأفعى» .. وأموال النفط، تلك هى «جنتهم» الموعودة!. ليس غريبا أن يكون تاريخ العرب حلقات متصلة من «الخيانة»!. وليس جديدا أن يتعرض شعب عربى للإبادة .. بينما الملوك والرؤساء يترنحون «خوفا» من «الصديق الأمريكى»، الذى يملك هو والاتحاد الأوروبى الضغط على إسرائيل لفك الحصار أو فتح المعابر، ووقف المجازر الدموية فى غزة . أما مصر فتحكمها اتفاقات دولية، خرقها الآن سيوقف مفاوضات التهدئة، ومحاولات وقف إطلاق النار، وتحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينة. مصر ستظل «أكبر» من التخلى عن دورها الإقليمى، أو تجاهل «قدرها» أمام وقاحة «الصغار»، وعنتريات زعماء (انتهت صلاحيتهم السياسية).. سنلتزم بضبط النفس حتى لو ضربت إسرائيل الشريط الحدودى مجددا.. ومهما ضل الرصاص الفلسطينى طريقه إلى قلب جنود مصر .. دماء الشهداء الساخنة على الحدود المصرية ستذكرنا دائما بحالة «الحول السياسى»، التى جعلت «أطفال الأنابيب».. رجال المرحلة!! [email protected]