استؤنف العمل بميناء رفح البرى أمس بعد توقف استمر نحو 3 ساعات بسبب القصف الإسرائيلى لمنطقة الحدود الدولية بالقرب من المعبر، لكن سائقى الشاحنات المحملة بالمساعدات والمواد الإنسانية لم يعبروا إلى داخل الأراضى الفلسطينية وآثروا العودة إلى العريش حتى يهدأ الوضع، فيما دفع العديد من سكان رفح المصرية إلى إخلاء منازلهم بعد تحطم زجاج أحد المساجد القريبة من بوابة صلاح الدين الحدودية. وتسببت الغارات الإسرائيلية، التى نفذها عدد من الطائرات صباح أمس على الجانب الفلسطينى من الحدود، فى حدوث هبوط أرضى لمنزل قريب من المنطقة الحدودية بحى البراهمة، رجح بعض السكان أنه ربما أقيم فوق نفق أرضى من الأنفاق المنتشرة بالمنطقة، أدى دوى الانفجارات إلى هبوطه، إضافة لتأثر بعض المنازل القديمة نتيجة الاهتزازات الناتجة عن القصف المتتالى للمنطقة الحدودية. وشددت الأجهزة الأمنية من تواجدها بالمنطقة مدعمة بعدد كبير من الشاحنات المحملة بجنود الأمن المركزى وسيارات الإسعاف والمطافى، وتصدى الجنود صباح أمس لمحاولة قام بها عشرات الفلسطينيين للدخول إلى الجانب المصرى هربًا من القصف الإسرائيلي. لكن شهود عيان فى هذه المنطقة أكدوا عدم وصول أى فلسطينى إلى الجانب المصري، فيما أشار آخرون إلى أنه ربما يكون عدد قليل من الفلسطينيين، تمكن من الدخول لرفح المصرية. وأكد الأهالى عدم حدوث إصابات لمصريين على الشريطة الحدودى نتيجة الغارات الإسرائيلية، لكنهم أجمعوا على صعوبة الحياة فى ظل هذه الأوضاع. وقال محمد الزين، أحد سكان المنطقة ل«المصرى اليوم»، إنهم قضوا ليلة مرعبة مساء أمس الأول، خاصة بعد تحطم زجاج العديد من المنازل وارتجاج المنازل بصورة جعلتهم يقضون ليلتهم فى «عشة» أمام المنزل خوفا من انهياره. من جهة أخرى، قال سامى محمد، المدير الإدارى لمستشفى العريش العام، إن المستشفى قام بإخلائه من الجرحى الفلسطينيين، الذين تم نقلهم إلى مستشفيات بالقاهرة والإسماعيلية، حتى يكون على أهبة الاستعداد لتلقى أى جرحى يصلون اليوم، مشيرًا إلى أنه لم يتبق سوى فلسطينى واحد محتجز فى العناية المركزة حالته لا تسمح بنقله. فى سياق متصل، توجه أمس وفد من الحزب الوطنى برئاسة ماجد الشربينى، أمين العضوية بالحزب، إلى مستشفى العريش برفح، ومعه مساعدات طبية وغذائية، ليقدمها إلى مصابى غزة عن الحزب الوطنى، وتضامنًا مع الجرحى المدنيين من جراء القصف الإسرائيلى. وضم الوفد 30 شخصًا جميعهم من أمناء العضوية بالحزب على مستوى المحافظات. إلى ذلك، طافت مظاهرات احتجاجية من أهالى العريش أنحاء المدينة أمس احتجاجا على استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة بعدما حاولت قوات الأمن تفريق تجمعهم أمام المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، وردد المتظاهرون الذين زاد عددهم على الثلاثمائة، هتافات «عار عار.. نساهم فى الحصار»، فى حين حاصرت الأجهزة الأمنية العشرات من المواطنين فى منطقة الشيخ زويد لمنعهم من تنظيم وقفة احتجاجية بالأعلام الفلسطينية، ليطالبوا بوقف إطلاق النار بشكل كامل داخل غزة، فضلاً عن احتجاز عدد من الصحفيين وسط تردد أنباء عن ترحيلهم إلى مقار أمن الدولة فى العريش.