ما هذا الموات العربى؟ كأننا مشاركون فى المؤامرة!!! نحن جميعاً بلا استثناء.. تغيرت نغمة الخنوع العربى فبدلاً من الشجب.. أصبحت الحرب تُدار بالتليفونات؟.. الدم يسيل والرؤساء يتبادلون الرأى؟ وجامعة الدول العربية تؤرخ لاجتماع وزراء الخارجية العرب بيوم الأربعاء.. وكأنها تعطى إسرائيل فرصة للانتهاء من العملية! وتصفية عرب غزة!! ■ الأطفال فى غزة مذعورون مقطعو الأطراف مغموسة حروفهم بالدم..! والكبار يتساقطون. ■ إن شراسة الأحداث توقف الكلمات وتشل الأقلام. ■ بعد 24 ساعة من زيارة تسيبى ليفنى لمصر وبعد إعلانها بعد لقاء الرئيس فى مؤتمر صحفى علنى وكأنها تعلن الحرب وأمام وزير الخارجية. إن إسرائيل لن تسمح بعد الآن - خدوا بالكم من الآن - باستمرار السيطرة لحماس على غزة - خدوا بالكم من السيطرة - وسيتغير الوضع!! إعلان الحرب فى تصريح السيدة ليفنى.. إعلان الحرب بين حروف التصريح وكأنها جاءت لتعلننا فى القاهرة أن السيطرة على غزة ستنتهى - بعد الآن..!! - لحماس وتصل لإسرائيل ملطخة بالدم الفلسطينى..!! وفى يوم السبت اليوم الذى يمتنع فيه اليهود عن أى سلوكيات ولكن يبدو أن ربهم سمح لهم بسفك الدماء فى يوم السبت فكان موعدهم فى غزة.. للاحتفال بصلاة سفك الدماء!!! مارست ليفنى أحقر أنواع الدعارة السياسية بزيارتها لمصر وتصريحاتها الفاجرة.. أوهمت العالم أنها أعلنت مصر بخطتها وأوهمت شعبها بأنها قديرة على فعل كل شىء من أجل مهر تحلم به وهو أصواتهم فى الانتخابات لتعلو سُدة الحكم رئيسة لوزراء إسرائيل. وها هى تنفذ المخطط مع إيهود باراك وزير الدفاع الذى يخطط أيضاً لانتخابه رئيساً للوزراء والمهر دماء شهداء غزة وهم بضربهم بالطائرات منفذ رفح من فلسطين يخططون للترانسفير.. المهم تفريغ غزة!! إسرائيل تخطط ليس لضرب حماس ولا هى خائفة من صواريخ «القسام» الشديدة التواضع، لقد أخذتها ذريعة للتصفية الجسدية ثم الطرد حتى تكسب أرضاً جديدة فى غزة. وواشنطن ترفع الصوت بديمقراطية مزعومة بأن إسرائيل تدافع عن أمنها!! وكأنما يدهس الفيل فأراً ليدافع عن نفسه..!! وقد أعلن العالم القانونى الدكتور فتحى سرور أن حجتهم فى الدفاع عن النفس واهية وهى ضد القانون الدولى والذى يتيح للفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم لأنهم شعب محتل وأن ما يحدث له جريمة حرب بكل المقاييس.. أعلن اختراقهم للقانون الدولى من منصته فى مجلس الشعب. ولكن متى كانت إسرائيل تعرف القوانين؟ ولقد تعود العالم أيضاً أن يرى العرب فى مقاعد المتفرجين وقد توقفوا عن الشجب وتشاوروا فى معارك كلامية فى التليفونات لأن التليفونات عند العرب أسلحة دفاع عن الشرف ولا يهمهم ما يحدث فى غزة من إراقة دماء. طالما الأرصدة فى البنوك تتنامى والحياة بمبى فى القصور ولن تطالهم الحرب فلماذا يتحركون! كأنهم يخافون ترك العروش حتى لا تضيع منهم! يخافون الوقوف حتى لا يسحبها أحد!! وأتعجب لجامعة الدول العربية لماذا تؤجل الاجتماع للأربعاء؟ هل هناك تشاورات مع القادة..!! والعملية سوف تنتهى منها إسرائيل قبل الثلاثاء؟ لأنهم هذه المرة متعجلون السيطرة ومتعجلون تحجيم الدولة الفلسطينية فى أمتار معدودة فى الضفة وغزة حتى يتم القضاء عليها. ■ لماذا لم تطرد الدول العربية التى لديها تمثيل إسرائيلى - مثل الأردن ومصر - السفراء الإسرائيليين منها؟ ولماذا لم تسحب سفراءها..؟ ألف لماذا ولكن لا فائدة... فيبدو أن الدول العربية تتعجل أيضاً الوجود الإسرائيلى بشكل قانونى بينهم يتضمن استمرار الولاء الأمريكى والرعاية الأمريكية. ■ ولماذا لم تتحرك إيران ولا حزب الله هذه المرة مثل ما حدث فى جنوب لبنان؟ ■ مهما كان الخلاف بين «فتح» و«حماس».. ما كان يجب أن نقف مكتوفى الأيدى أمام هذه المجزرة؟ التى تستمر ليلاً ونهاراً على قطاع غزة.. إن ديننا يقول فى آيات الله ما معناه لو أجارك الكافر أجره.. فما بالك بمسلم وأهل ذمة!! ■ هل معاهدة السلام تبيح لإسرائيل ضرب المعابر؟ أى سلام هذا بيننا وبين إسرائيل؟ أى سلام يجعل إسرائيل تعربد مرتدية ثياب المعاهدة؟ ■ ماذا يقول وزير خارجيتنا لضرب الطائرات الإسرائيلية لمعبر رفح لمنع دخول المعونات.. ألم تكن وزيرة خارجيتهم هنا؟ أليس بيننا زيارات وتشاور؟ إن إسرائيل تستمد قوتها من ضعفنا.. ليس ضعف مصر ولكن ضعف المنطقة كلها.. أليس لهذا الهوان من آخر... لم أعد انتظر سوى حل ينزل من السماء! ولكن يبدو أن عدالة السماء تنتظر لترى ما يفعل الظالمون على الكراسى فى القمم.