إسرائيل تواصل مذبحة «الرصاص المتدفق».. والعرب يتظاهرون

واصلت إسرائيل أمس شن غارتها الجوية على قطاع غزة لليوم الثانى على التوالى فى إطار عملية «الرصاص المتدفق» الدامية، التى أوقعت أكثر من 300 شهيد و900 جريح فلسطينى - حتى مثول الجريدة للطبع - مهددة حركة «حماس»، التى تسيطر على القطاع، بعملية برية.
وأعلن مسؤول حكومى إسرائيلى أن «الحكومة وافقت على استدعاء 6500 من جنود الاحتياط»، فيما ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى بدأ بحشد قوات من المشاة والمدرعات قرب حدود قطاع غزة، استعدادًا لعملية برية محتملة.
وحول جهود الإغاثة، قامت طائرات إسرائيلية بعملية - قصف وصفها شهود عيان ب«المتعمدة» - للمنطقة الحدودية الملاصقة لبوابة رفح على الجانب الفلسطينى، أثناء محاولة قافلة إغاثة مصرية التقدم للحدود، مما حال دون تقدمها، وسادت حالة من الفوضى على الجانب المصرى، قبل أن تدخل سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى الجانب المصرى وتنقل المساعدات.
وشهد يوم أمس جدلاً وتضاربًا فى تصريحات المسؤولين المصريين وقيادات حركة حماس حول فتح معبر رفح الحدودى أمام الجرحى الفلسطينيين، الذين لم يتمكنوا من دخول مصر، على الرغم من فتح المعبر طوال يوم أمس، حيث اتهم أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، حركة حماس بمنعهم من الدخول، وقال فى مؤتمر صحفى أمس: «نحن فى انتظار عبور الجرحى، لكن الجهة المسيطرة على الأرض فى غزة لا تسمح لهم بالعبور».
بينما نفى الدكتور سامى أبوزهرى، الناطق الإعلامى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ما قاله وزير الخارجية حول فتح مصر معبر رفح، معتبراً أن مثل هذه التصريحات تأتى ل«التستر» على موقف بعض الأطراف العربية، خاصة أن الحرب الإسرائيلية على غزة «أعلنت من القاهرة» حسب ادعائه.
وقتل ضابط مصرى خلال الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين على الحدود المصرية، وذلك فى منطقة البراهمة الحدودية، حيث أطلق المسلحون الفلسطينيون النار فى الهواء فى محاولة لاقتحام الحدود، وردت عليهم القوات المصرية بالمثل، فتحول إطلاق النار بعد ساعة على بدئه إلى اشتباك بين الجانبين قتل خلاله الضابط و4 مسلحين فلسطنيين.
وفى غضون ذلك، أكد مسؤول مصرى بميناء رفح أنه تم إدخال 14 شاحنة محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية من جمعية الهلال الأحمر واتحاد الأطباء العرب ونقابة الأطباء المصرية ومنظمات المجتمع المدنى.
وفى القاهرة، استقبل الرئيس حسنى مبارك، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حيث بحثا فى «اجتماع طارئ» العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، والسبل التى يجب أن يتم اتخاذها لوقف المجزرة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
واستدعت وزارة الخارجية أمس السفير الإسرائيلى بالقاهرة شالوم كوهين، للمرة الثانية خلال يومين، وقال مصدر دبلوماسى مسؤول إن الخارجية أبلغت كوهين احتجاج مصر على التصريحات التى أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، حول توسيع العمليات الإسرائيلية فى غزة.
على صعيد الغضب الشعبى، تظاهر أمس أكثر من 50 ألف مصرى فى جميع المحافظات، احتجاجًا على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها من مصر.