فى عملية دموية قاسية هى الأعنف منذ «صبرا وشاتيلا»، أوقعت الغارات الجوية الإسرائيلية، التى نفذتها مقاتلات ال «إف 16»، و«الأباتشى» 195 شهيدًا، و200 جريح فى قطاع غزة أمس - وذلك حتى مثول الجريدة للطبع. أكد المتحدث العسكرى باسم الجيش الإسرائيلى أن العملية لاتزال فى بدايتها، متوقعًا شن هجمات أخرى تستهدف قيادات حماس، ووصف المراقبون العملية بأنها «الأكثر دموية» منذ 20 عامًا. أغارت المقاتلات الإسرائيلية على غزة فى هجمات أدت إلى وقوع أضرار فادحة فى المبانى والممتلكات، كما أشارت مصادر طبية إلى تلقيها إفادات بوجود عشرات العالقين تحت الأنقاض، بانتظار سيارات الإسعاف، موضحة أن القصف تركز فى مدن غزة وخان يونس ورفح، وصرحت مصادر طبية فلسطينية بأن من بين الشهداء اللواء توفيق جبر، قائد شرطة حماس. وفى أول رد فعل للمقاومة، دعت حركة حماس، على لسان الناطق فوزى برهوم، الشعب الفلسطينى إلى الصبر والتحمل، داعيًا المقاتلين إلى «الثأر»، ومتوعدًا إسرائيل ب«رد مزلزل». وفى المقابل، أطلقت كتائب القسام عدة صواريخ أسفر أحدها عن مقتل مستوطنة إسرائيلية. وتوالت ردود الفعل الداخلية والعربية والدولية، فبينما أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» العدوان، دعا البيت الأبيض حركة «حماس» إلى وقف ما سمته «أنشطتها الإرهابية»، مكتفيًا بمطالبة إسرائيل ب«تجنب وقوع ضحايا من المدنيين». وأعلن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه تقرر عقد اجتماع طارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب، برئاسة السعودية اليوم الأحد أو غدًا الاثنين على أقصى تقدير، لمناقشة الوضع فى غزة. وقال موسى، فى تصريح صحفى أمس، إنه تقرر أيضًا تكليف المجموعة العربية فى الأممالمتحدة برئاسة ليبيا بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولى، لاتخاذ موقف إزاء العدوان الإسرائيلى على غزة. من جانبها، استدعت وزارة الخارجية أمس السفير الإسرائيلى بالقاهرة «شالوم كوهين»، للإعراب عن رفض مصر العدوان الإسرائيلى على القطاع، كما قررت مصر فتح معبر رفح لعبور الفلسطينيين المصابين جراء القصف الإسرائيلى على القطاع. وقال أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، فى مؤتمر صحفى أمس، إن مصر أرسلت إلى الجامعة العربية موافقتها بعد مشاورات مع الأردن على انعقاد عاجل لمجلس الوزراء الخارجية العرب لبحث العدوان الإسرائيلى على غزة. وحمل أبوالغيط حركة حماس ضمناً المسؤولية عن إجهاض جهود مصر لمنع هذه الضربة، وقال: «قامت حماس بتوجيه 60 صاروخاً من قطاع غزة إلى إسرائيل ليلة وصول وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى للقاهرة لبحث التصعيد فى غزة». وفى بيروت، تظاهر المئات احتجاجاً على الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة قرب السفارة المصرية، التى تم تحصينها بالكامل وحمايتها بعشرات الجنود والشرطيين، فيما دعا حزب الله «الأمة» إلى «الوقوف بحزم» لوقف العمليات على القطاع. ووفد المتظاهرون بشكل أساسى من الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، ووقفوا على بعد مئات الأمتار من مبنى السفارة، الواقع فى منطقة بئر حسن، التى تشمل سفارات عربية أخرى. وأدان حزب الله فى بيان العملية الإسرائيلية الجارية فى قطاع غزة، معتبراً أن ما يجرى فى القطاع هو جريمة حرب إسرائيلية، وعملية إبادة جماعية ترتكبها حكومة العدو.
