صاعقة بنى عبيد تهدم «بقايا» البيت الأبيض

قرر مجلس إدارة نادى الزمالك تجميد مستحقات لاعبى الفريق الكروى الأول، ويدرس توقيع غرامة جماعية يتم خصمها من عقود اللاعبين، وذلك بعد الخروج المهين من دور ال 32 فى الكأس أمام بنى عبيد، أحد أندية القسم الثالث. طالب محمد عامر، رئيس النادى بالإنابة، الجهاز الفنى بتقديم تقرير عن أسباب الهزيمة لمحاسبة المقصرين،
فيما اختفى جميع أعضاء مجلس الإدارة أمس وأغلقوا تليفوناتهم، خوفًا من حالة الغضب الشديدة للجماهير التى احتشدت بعد اللقاء أمام بوابات النادى، وهاجمت حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، وحملته مسؤولية تدهور الأوضاع لمصادرة حق الجمعية العمومية فى اختيار من يمثلها لإدارة الزمالك،
كما هاجمت الجماهير ممدوح عباس، الرئيس المستقيل، والدكتور محمد عامر، واتهمتهما بالسعى لتحقيق مصالحهما الخاصة دون النظر للصالح العام، وهاجمت أيضًا أحمد رفعت، وأحمد رمزى، وطالبت بمحاسبتهما على سوء إدارتهما، وموافقتهما على منح الغانى أجوجو إجازة قبل المباراة لحضور احتفالات وأعياد الكريسماس،
وهو ما أعطى اللاعبين انطباعًا بعدم أهمية المباراة وسهولتها، كما طالبت الجماهير بتسريح اللاعبين، الذين لا يقدرون شرف ارتداء الفانلة البيضاء، وتحولوا فقط إلى «موظفين» يحصلون على الملايين دون أن يقدموا شيئًا.
يأتى ذلك فى الوقت الذى قرر فيه مجلس الإدارة الإسراع فى التعاقد مع مدير فنى لتولى المسؤولية، ومن بين المرشحين السويسرى دى كاستيل والبرازيلى زوماريو، فيما تم طرح اسم حلمى طولان كبديل وطنى لتولى المسؤولية.
قدم الزمالك أسوأ عروضه هذا الموسم وغابت الروح وكذلك الطموح عن اللاعبين والإحساس بالمسؤولية، فلم يكن هناك أى انسجام بين خطوط الفريق الثلاثة، بداية من خط الدفاع «الأسوأ»، الذى تسببت أخطاؤه القاتلة فى الخسارة، خاصة محمود فتح الله، فضلاً عن البطء الشديد لهانى سعيد، الذى ظهر وكأنه مرغم على المشاركة،
وكذلك أحمد مجدى المرتبك، الذى «قلش» أكثر من مرة أمام مهاجمين مغمورين، أما خط الوسط فحدث ولا حرج، فلم يكن له أى تواجد طوال المباراة، باستثناء المجهود الفردى لشيكابالا، وتفوق عليهم لاعبو بنى عبيد رغم فارق الإمكانات والخبرة أما ظهيرا الجنب فكانا كالعادة إحدى نقاط الضعف،
فيما غاب تمامًا الثنائى عبد الحليم على، وشريف أشرف، ولم يكن لهما وجود فى الملعب، حتى جمال حمزة بعد مشاركته لم يكن يبالى بالنتيجة ولم يقدم شيئًا، وتسبب فى الهدف الوحيد، فيما اكتفى الجهاز الفنى بالفرجة دون أن يكون له أى دور إيجابى خلال المباراة.
وتحولت غرفة ملابس اللاعبين بعد المباراة إلى مأتم وأكد عبدالواحد السيد أن المجموعة الحالية لا تستحق شرف ارتداء الفانلة البيضاء، فيما رفض جمال حمزة تحميله المسؤولية، فيما أكد أحمد رمزى، للاعبين أنه لم يشاهد هذا المستوى السيئ من قبل وذلك لافتقادهم روح الولاء والانتماء لناديهم واستسلموا تمامًا للهزيمة، وأنه حزين لتدريب مثل هذه المجموعة.
من جانبه، حمل أحمد رفعت، مدير الكرة، اللاعبين المسؤولية لعدم التزامهم بتعليمات الجهاز الفنى، وعدم إحساسهم بالمسؤولية وانعدام الروح القتالية، وقال إنهم يتحملون مسؤولية ضياع الكأس من فريق درجة ثالثة، كما تسببوا فى ضياع الدورى بالهزيمة الثقيلة أمام الأوليمبى، الصاعد من الدرجة الثانية،
ومن ثم بترول أسيوط، مشيرًا إلى أن المشكلة فى اللاعبين، وليس فى الأجهزة الفنية، التى فشلت فى إيجاد حل لأزمة النادى، لأنها فى الاعبين أنفسهم، خاصة الدوليين الذين يلعبون دون روح،
وقال لابد أن تكون هناك وقفة حاسمة لتصحيح الأخطاء، وانتقد بشدة الأوضاع فى القلعة البيضاء وغياب الاستقرار، مشيرًا إلى أنه لا يعرف إذا ما كان الجهاز الفنى سيستمر أم سيتم التعاقد مع مدير فنى أجنبى جديد، كما أنه لا يعرف من الذى سيدير النادى الفترة المقبلة، وكل هذه الأمور تنعكس بالسلب على الفريق.
واعترف بأن الجهاز الفنى احتار فى إيجاد علاج ومعرفة سبب الأداء المتدنى للاعبين.
فيما أكد أحمد رمزى، المدرب العام، أنه لا يجد ما يقوله، أو سببًا يبرر به هذه الكارثة، وقال: كثيرون انتقدوا سياسة الدفع بالناشئين، وطالبوا بعودة الكبار، الذين لم يقدموا شيئًا، خاصة جمال حمزة الذى شارك شوطًا كاملاً، لم يقدم خلاله أى شيء، بل لم يكن يكلف نفسه عناء لعب الكرة وإسعاد الجماهير الكبيرة التى ملأت مدرجات الاستاد، واستقبلته وزملاءه أحسن استقبال.
واعتبر رمزى استقالته فى هذا التوقيت هروبًا من المسؤولية، مشيرًا إلى أنه جاء فى ظروف صعبة، ووافق على تولى المسؤولية لحين التعاقد مع مدير فنى أجنبى، رغم صعوبة الموقف، وشدد على استمراره فى مهام عمله ما لم يكن لمجلس الإدارة رأى آخر.
وفى ذات السياق، أعرب رؤوف جاسر، نائب رئيس النادى سابقًا، عن حزنه الشديد للهجوم الذى تعرض له أمس الأول، داخل النادى، خلال قيامه وبعض الأعضاء بجمع توقيعات لرفع استغاثة لرئيس الجمهورية للتبكير بموعد الانتخابات،
فى ظل المعاناة الشديدة التى تعيشها القلعة البيضاء، وقال «لم أقم بعمل مسرحية لأغراض انتخابية، كما ردد البعض، وإنما كان هدفى مصلحة النادى، وقد تجاوب معى أكثر من 1200 عضو ووقعوا على المذكرة التى سنسلمها لرئاسة الجمهورية الأسبوع المقبل».