«أتقدم بتهنئتى وتهنئة الإخوان المسلمين إلى الأمة الأمريكية بهذا الفوز التاريخى للرئيس باراك أوباما، وأقول (تاريخيا) لأنه فوز ليس كأى فوز، فهو فوز للإنسانية كلها بهذا التقدم فى معانى المساواة والعدل والتكافؤ، وهو بالطبع فوز للامة الأمريكية وانتصار على العنصرية البغيضة التى كانت للأسف إحدى النقاط السوداء فى التاريخ الإنسانى سواء مما حدث للهنود الأوائل أو مما حدث للسود الأفارقة..» (من رسالة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح إلى الرئيس باراك أوباما). فاكرنى هندى، قبل أن يجف مدادها، تنصل مرشد الإخوان عاكف من رسالة ابو الفتوح عضو مكتب الإرشاد، وقال: «أبو الفتوح يعبر عن رأيه، وحديثه الرائع والجميل عن الإدارة الأمريكية لا يمثل رأى الجماعة الذى سيصدر فى بيان رسمى خلال أيام». هذا الرجل تنقصه حكمة الشيوخ، أبوالفتوح لم يتعلم الدرس بعد، عندما يتكلم فليتكلم عن نفسه، للإخوان مرشد لا يكف عن الكلام، وإذا أرسل فليبتعد عن مكتب بريد الملك الصالح، المرشد يحتكر البث، لقبه إخوانيا «أبورسالة». تبت يدا أبى الفتوح وتب، ما أغنى عنه بيانه وماكسب، أبو الفتوح بيغازل أوباما باسم الإخوان، ومن وراء المرشد، نِفْسه يبقى مرشد، أوباما سيعين رؤساء، لن يعين مرشدين، ال CIA تعلن عن وظائف خالية حول العالم، هناك فرص مواتية للحصول على ال«جرين كارد». غضب الغضنفر، أقسم المرشد ثلاثا، رسالتنا ليلة الخميس، ترقبوها على «إخوان أون لاين»، تعليمات صارمة، ممنوع على الإخوان مراسلة أوباما حتى يأتى راكعا، أوباما نسى نفسه، إخوانا فى جماعة MSA لعبوا دورا. لم يحدث على عهد الإمام البنا أن خرق الإخوان العهد وكتبوا الرسائل من وراء ظهر المرشد، رسائل الإمام الشهيد كانت كالورد، يطالعها الإخوان كالصوفية طلبا للأجر والثواب، لو كان البنا حيا واطلع على رسائل عاكف كان بطل كتابة، ولأقلع عن «أدب الرسائل».. كان البنا سينتحى بالأستاذ محمد فريد عبدالخالق على كوبرى قصر النيل ويسر إليه: «لو استدبرت من أمرى ما استكبرت.. ونهيت الخلفاء المرشدين بعدى عن كتابة الرسائل، سيأتى من بعدى مرشد اسمه عاكف امنعوه من كتابة الرسائل». البنا بذل وقته وعمره فى كتابة الرسائل، لم يكتبها لإثبات الذات أو نكاية فى أبوالفتوح ومحمود عزت، كانت رسائله إضاءات فى طريق الدعوة، لم تكن أسبوعية كالعلاقات الزوجية، كانت بقدر تأسيسية (دعوتنا)، مواقفية (لسنا حزبا سياسيا ولن نكون)، الإخوان يذكرون بالخير رسالته إلى المؤتمر الخامس فى فيلا لطف الله عام 1939 (لا نكفر مسلما بغير برهان). كان البنا معافى، لم يصبه إسهال الرسائل الأسبوعية، الإسهال أصاب مكتب الإرشاد، أبوالفتوح وعزت وعاكف.. كله بيسهل، عاكف أدمن الرسائل، صاروا يكتبونها ويحقنونها فى الوريد، يسميها رسالة إلى العالم، آخر رسالة بعنوان «ثقافة المقاومة ودور الأمة..» الأمة الإسلامية طبعا ليست الأمة الأمريكية التى يغازلها أبو الفتوح علنا. العالم يقف على أطراف أصابعه كل خميس حَذِر رسالة أبو رسالة تؤثر على أسعار إقفال البورصات الدولية، علماء الفلك يرهنون ظاهرة المد والجزر فى البحار العميقة برسائل عاكف، الرسائل موضع بحوث سرية فى وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، تأثيرات الرسائل على الأقليات الإثنية والعرقية والجهوية والدينية سيتم دراستها لاحقا فى مؤتمر بالدوحة، يترأسه الدكتور سعدالدين إبراهيم، الذى تخصص فى ترجمة رسائل المرشد للأمريكان.