بدأت صباح أمس محكمة جنح مغاغة فى المنيا، أولى جلسات محاكمة السائقين المتهمين فى حادث سقوط أتوبيس فى ترعة الإبراهيمية، ومصرع 64 شخصاً وإصابة 10 آخرين يوم الأحد الماضى، طلب دفاع الضحايا من هيئة المحكمة استدعاء وزيرى الداخلية والنقل والمواصلات ومحافظ المنيا ورئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى ومدير أمن المنيا لسماع أقوالهم أمام المحكمة، إلا أن المحكمة رفضت طلبه وقررت التأجيل لجلسة 11 يناير المقبل. كانت محافظة المنيا قد شهدت كارثة صباح يوم الأحد الماضى، عندما حاول سائق أتوبيس تفادى سيارة نقل فسقط بالركاب فى ترعة الإبراهيمية وأدى الحادث إلى مصرع 64 شخصاً وأصيب 10 آ خرون، وألقت المباحث القبض على سائق الأتوبيس أمجد حنا جرجس وسائق النقل محمد بيومى حسن وأحالتهما النيابة إلى محاكمة عاجلة بتهمتى القتل والإصابة الخطأ. شهدت المحكمة صباح أمس حضوراً مكثفاً من وسائل الإعلام وأسر الضحايا والمصابين والمحامين واستمعت هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمد الكاشف وبحضور محمد فرحات وكيل النيابة وأمانة سر عبدالجليل محمد لطلبات الدفاع وأقوالهم، أكدوا أن الحادث يعد كارثة وقال أحد المحامين «لو حدثت مثل هذه الكارثة فى أى بلد لاستقالت الحكومة بأكملها». ورفضت هيئة المحكمة طلب محامى أسر الضحايا والمصابين بمثول وزيرى الداخلية والنقل والمواصلات ومحافظ المنيا ورئيس الهيئة العامة للطرق والكبارى ومدير أمن المنيا للتحقيق معهم أمام هيئة المحكمة كما رفضت تعديل القيد والوصف بإدخال صاحبى شركة الأتوبيس وأيضاً سيارة النقل ضمن مرتكبى الحادث ورفضت أيضاً إدخال المتهمين ضمن المصابين لاتهام بعضهم البعض بارتكاب الحادث.ورفضت هيئة المحكمة طلب المحامين بانتقال هيئة المحكمة لمكان الحادث للمعاينة، وتكليف الوحدة المحلية بمعاينة الموقع. حضر عدد كبير من المحامين عن المتهمين وعن المجنى عليهم والمصابين وطالب أحمد محمد عبداللطيف بتعويض مدنى قدره 2 مليون جنيه وجنيه واحد على سبيل التعويض المؤقت لأسرة المجنى عليه عامر هريدى وزوجته. وطالب خالد راضى محامى المتهم الثانى سائق النقل بمثول شاهدى النفى أحدهما شيخ بلد والآخر خفير نظامى بقرية شارونة، كما تضامن جميع المحامين مع أسرة زميلهم حسن عبدالكافى المحامى الذى راح ضحية الحادثة، وحضر من المصابين حمدى عبدالجواد السيد مساعد أول شرطة مطالباً بتعويض مؤقت 5001 جنيه على سبيل التعويض المؤقت. وأمرت المحكمة بانتداب لجنة فنية من قسم الميكانيكا بكلية الهندسة جامعة المنيا لفحص السيارتين والوقوف على المتسبب فى الحادث وإعلان شهود النفى الواردة أسماؤهم على لسان المتهم الثانى سائق النقل وتعديل الوصف بإدخال متوفين آخرين مجنى عليهم لم ترد أسماؤهم بالكشوف. سائقا «الأتوبيس والنقل» يتبادلان الاتهامات بالتسبب فى «الكارثة» واجهت النيابة العامة بمركز مغاغة بالمنيا سائقى الأتوبيس والنقل اللذين اصطدما ببعضهما مما أدى إلى وفاة 64 شخصاً وإصابة 10 آخرين الأسبوع الماضى، أنكر السائقان الاتهام بالتسبب فى الحادث واتهم أمجد حنا جرجس سائق الأتوبيس السائق الآخر بالتسبب فى الحادث بسبب سرعته الزائدة ومحاولته قطع الطريق عليه، بينما نفى محمد بيومى حسن سائق الأتوبيس اتهامات سائق النقل واتهمه بتجاهل إشارته له باستعداده للمرور فوق كوبرى على باشا قائلاً: «إنه أعطى له الإشارة من مسافة كبيرة واستمر فى إضاءة كشافات السيارة النقل وإطلاق الكلاكسات دون جدوى». وتبين من تحقيقات النيابة التى حصلت «المصرى اليوم» على صورة ضوئية منها أن طريق (مصر - أسوان) الزراعى الذى وقعت به الحادثة أن عرض الطريق يبلغ 12 متراً وتظهر عليه آثار فرامل بطول 25 متراً. وأكد المصابون أن سائق الأتوبيس فوجئ بسيارة نقل قادمة من الاتجاه المعاكس قطعت الطريق. وأكد ميخائيل وهيب حنا غبريال (20 عاماً - طالب بكلية الحقوق) أنه أثناء وجوده بالأتوبيس وأمام مدخل قرية دهروط فوجئ بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس وقطعت الطريق على الأتوبيس حتى تدخل كوبرى على باشا مما أدى إلى انحراف سائق الأتوبيس يمينا بقوة فاصطدم بمؤخرة السيارة النقل وانحرف يساراً مرة ثانية مما أدى إلى سقوطه فى ترعة الإبراهيمية. وقال محمد جمال الدين مسؤول التأمين على السيارات بشركة مصر للتأمين إن الأتوبيس مؤمن عليه بوثيقة التأمين الإجبارية رقم 830699 لعدد 50 راكباً وقال رضا شحاتة عمر شحاتة (21 عاماً - محصل الأتوبيس) إنه كان يركب الأتوبيس الذى ازدحم بسبب كثافة الركاب العالية وعند مدخل كوبرى على باشا أثناء قيامه بجمع أجرة الركوب سمع صوت اصطدام فى مقدمة السيارة ثم انحرفت يساراً وانحرفت مرة ثانية يميناً وسقطت بعدها فى الترعة، حيث قام بالهرب من شباك الأتوبيس ونجح أحد «المراكبية» بانتشاله مع عدة ركاب آخرين. وحمل رضا سائق النقل مسؤولية الحادث قائلاً إن الأتوبيس كان يسير بسرعة بسيطة لكن سائق السيارة النقل هو الذى حاول المرور بسرعة من الطريق الضيق مما أدى إلى سقوط الأتوبيس فى الترعة.