سجل اليورو قفزة تاريخية له مقابل الدولار فى جلسة تداول واحدة منذ اعتماده قبل 10 سنوات واقترب من حدود 1.45 دولار ومن التساوى مع الجنيه الإسترلينى غداة خفض نسبة الفائدة الرئيسية فى الاحتياطى الفيدرالى الامريكى الى 0.25 %. وهبط الدولار الأمريكى إلى أدنى مستوى بعد أن أدى قرار مجلس الاحتياطى الاتحادى (البنك المركزى) بخفض أسعار الفائدة إلى تقليص الجاذبية النسبية للعائد على الدولار. وواصل اليورو مكاسبه من الجلسة فوق 1.44 دولار. كما ارتفع اليورو مقابل الجنيه الإسترلينى بعد أن عززت تصريحات مسؤول فى بنك إنجلترا المركزى التوقعات بأن البنك قد يخفض بشدة أسعار الفائدة لتفادى كساد طويل الأمد. وظل الدولار قرب أدنى مستوياته فى أكثر من 13 عاما مقابل الين بعد أن أصبحت الفائدة الامريكية أقل من سعر الفائدة القياسى المستهدف لبنك اليابان المركزى. وفى الوقت نفسه، أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية فى بورصة نيويورك للأوراق المالية على تراجع فى ظل قلق المستثمرين من إعلان بنك مورجان ستانلى عن خسائر كبيرة للربع الرابع، ووسط مخاوف من أن مجلس الاحتياط الاتحادى الأمريكى لم يعد لديه وسائل كثيرة لمواجهة الركود. بينما توقع دومينيك ستراوس كان، مدير صندوق النقد الدولى، أن الاقتصاد الامريكى سيبدأ فى التحسن على الأقل فى نهاية العام المقبل أو بداية العام 2010. وبنى ستراوس توقعه على احتمال بلوغ سوق الإسكان أدنى مراحل تراجعها واستجابة الطلب الاستهلاكى لإجراءات التحفيز المالى. ومن جانبه، رأى تشارلز بين، نائب محافظ البنك المركزى البريطانى، أن هبوط أسعار الفائدة إلى الصفر فى بريطانيا احتمال قائم وان الامر قد يتطلب ضخ مزيد من رؤوس الاموال فى القطاع المصرفى. وقال بين لصحيفة «فاينانشال تايمز» أمس «علينا أن نسلم بأن هذا احتمال قائم». وأضاف «إن أسعار الفائدة مازالت عند 2% ولذلك فأمامنا هامش للحركة، لكننا بالطبع قد نجد أنفسنا نخفضها قرب الصفر». ومن جهة أخرى، أعلنت شركة «كرايسلر» الأمريكية العملاقة للسيارات أنها ستغلق جميع مصانعها لمدة شهر على الأقل اعتبارا من اليوم الجمعة نظرا لتراجع مبيعات السيارات على أمل تفادى الإفلاس. ويأتى إعلان «كرايسلر» بعد أسبوع من رفض المشرعين الأمريكيين الموافقة على تقديم قرض عاجل بقيمة 14 مليار دولار لإنقاذ صناعة السيارات الأمريكية. وقالت «كرايسلر» إن موزعيها لديهم بالفعل مخزون فائض عن الحاجة من الإنتاج مع تراجع مبيعات السيارات على مدار الشهور الماضية بنسبة لا تقل عن 35% لتصل إلى أدنى مستوى لها خلال 25 عاما فى الولاياتالمتحدة. فيما تعهد الرئيس الامريكى جورج بوش بأن إدارته ستعلن «بسرعة نسبية» قرارها المتعلق بتقديم مساعدة فيدرالية إلى شركات صناعة السيارات الأمريكية المهددة بالإفلاس. وقال بوش «أفكر فى كل جوانب المسألة، كما تعرفون. ومن الضرورى تسوية هذه القضية بسرعة نسبية». وفى بكين، أعلن الرئيس الصينى هو جينتاو أنه يتعين المضى قدما فى إصلاحات السوق وذلك مع احتفال الصين بمرور 30 عاماً على بدء الإصلاحات. وقال جينتاو الذى كان يتحدث أمام حشد من المسؤولين فى قاعة الشعب الكبرى إن الصين تدين بنموها على مدى ثلاثة عقود للاصلاحات التى استحدثها دينج شياو بينج والتى أسقطت القيود الصارمة لعهد ماو تسى تونج وأدت إلى انفتاح الاقتصاد بشكل تدريجى أمام استثمارات القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية. وأضاف أن الصين ستواصل «دفع قضية الإصلاح والانفتاح قدما» مضيفاً: «إننا نتمسك بالتركيز على التنمية الاقتصادية».