القضاء يبدأ التحقيق مع «الزيدى» حول رشق بوش بالحذاء .. ومظاهرات تطالب بوقف المحاكمة

أكد ضرغام الزيدى، أحد أشقاء الصحفى العراقى منتظر الزيدى الذى رشق الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذائه خلال زيارته بغداد الأحد الماضى، أن منتظر الزيدى مُثل أمام قاض للتحقيق صباح أمس فى مكان لم يحدد، وقال ضرغام إن «جلسة المحكمة عقدت فى المنطقة الخضراء وسط بغداد وحضرت وشقيقاى ميثم وعدى وحضر معنا ثلاث محامين للدفاع».
وأشار إلى أنه «لم يتم إحضار منتظر فى جلسة اليوم لكن القاضى ذهب إلى مكان تواجده وأخذ أقواله وعاد»، موضحاً أن «القاضى أكد عند عودته أن منتظر كان متعاونا معنا» دون الإشارة إلى حالته الصحية. وأضاف أن «أخوى بقيا فى المكان بهدف المطالبة بزيارة منتظر والاطلاع على أحواله».
كان عبدالستار بيرقدار، المتحدث باسم المجلس الأعلى للقضاء قال إن منتظر الزيدى وجهت إليه تهمة «الاعتداء على رئيس». وأضاف بيرقدار إن الزيدى مُثل أمام قاضى التحقيق فى حضور محامى الدفاع والمدعى واعترف بما فعله.
وقررت المحكمة إبقاء الزيدى معتقلا وبعد أن يتم القاضى تحقيقه قد يرسله للمحاكمة بموجب بند فى القانون الجنائى العراقى يعاقب كل من يحاول قتل رئيس عراقى أو أجنبى. وأشار بيرقدار إلى أن مثل تلك الجريمة تصل عقوبتها إلى السجن بين سبعة أعوام و15 عاما.
وفى الوقت نفسه، تظاهر مئات الأشخاص أمس «الأربعاء» فى حى الأعظمية فى بغداد، للمطالبة بإيقاف الملاحقات القضائية وإطلاق سراح الصحفى العراقى منتظر الزيدى.
وهتف المتظاهرون بشعارات تطالب الحكومة العراقية بإطلاق سراح الزيدى، معتبرين أنه «بطل العراق وأسد الرافدين»، وبإيقاف جميع الملاحقات القضائية ضده. كما توالت المظاهرات المماثلة أمس الأول فى مختلف أنحاء العراق، خاصة فى الفلوجة والموصل.
وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى جورج بوش أن الصحفى العراقى منتظر الزيدى الذى رماه بحذاءيه كان يتطلع إلى تحقيق الشهرة، وأنه يتعين على السلطات العراقية عدم المبالغة فى معاملته.
جاء ذلك فى تصريحات خاصة أدلى بها الرئيس بوش لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية.
وردا على سؤال من كاندى كراولى، كبيرة المراسلين السياسيين للشبكة عن واقعة رشقه بالحذاء رغم أنه يعتبر رمزا للولايات المتحدة فى الخارج، قال الرئيس بوش: «إنه فى المقام الأول، لم يكن أمامى كثير من الوقت للتفكير مليا بشأن أى شىء، ولقد حنيت رأسى بسرعة لتفادى الحذاء»، ووصف تلك اللحظة بأنها «كانت واحدة من أغرب اللحظات خلال فترة رئاسته».
وأضاف بوش: « إننى كنت أستعد للإجابة عن أسئلة من ممثلى صحافة حرة - فى عراق ديمقراطى، ولكن شخصا غريبا قام وقذف فردة حذاء تجاهى، وكان ذلك التصرف غريبا وشاذا».
ووصف الرئيس الأمريكى ما حدث بأنه كان طريقة مثيرة استخدمها شخص للتعبير عن نفسه، وقال: «تم سؤالى عن ذلك فور وقوع هذا الحادث، وقلت إنه شخص يتطلع بوضوح إلى الشهرة، وقد حققها».
وأكد بوش أنه ليس غاضبا من النظام العراقى، معربا عن اعتقاده بأن هناك مجتمعا حرا أخذ فى الظهور، وقال: «وجود مجتمع حر يعتبر أمرا ضروريا لأمننا وسلامنا».
وفى رده على سؤال عما إذا كان يتعين على السلطات إطلاق سراح الصحفى العراقى من السجن، قال بوش: «إننى لا أعرف ما سيفعلونه، بل إننى لست متأكدا بشأن وضع هذا الصحفى، ويتعين عليهم عدم المبالغة فى التصرف معه».
ومن ناحية أخرى، أعاد الرئيس الأمريكى إلى الأذهان أن قرار الذهاب للحرب فى العراق كان أصعب قرار اتخذه فى المكتب البيضاوى، وقال «إننى استمعت الى آراء الكثيرين - بما فى ذلك آراء العاملين فى إدارتى - فيما يتعلق بهذا الشأن، وكنت أشعر بقلق بالغ بشأن ما إذا كنا سننجح أم لا».
وفى الوقت نفسه، أعلن البيت الأبيض الأمريكى أنه لا توجد مشاعر سلبية حيال حادث إلقاء الحذاء على الرئيس الأمريكى، وإن الأمر متروك للحكومة العراقية لتحديد ما إذا كان الشخص الذى هاجم بوش يجب أن يعاقب أم لا.
وقالت دانا بيرينو، المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء أمس الأول، إن «الرئيس لا يُكن أى مشاعر سلبية بشأن الحادث»، موضحة: «من الواضح أنه كان غاضبا للغاية»، وذلك فى إشارة إلى منتظر الزيدى. وأضافت «أعتقد أنه لا يمكن اعتبار شخص يرمى حذاءه على الرئيس، يمثل الشعب العراقى»، موضحة: «أعلم أن هناك أشخاصا غاضبين فى العراق بسبب أوضاعهم.
لم تكن السنوات الخمس الأخيرة سهلة». وأكدت أن الرئيس راضٍ عن أداء الحرس الخاص المكلف بحمايته،
وأوضحت: «إنه يشعر بالرضا إزاء ذلك، لقد جعل الحرس الخاص يدركون أنه بخير ولقد قفزوا بالسرعة التى يعتقدون أنه يتعين عليهم القفز بها».
وبدوره، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت وود إن الولايات المتحدة ليس لديها أى معلومات تشير إلى إساءة معاملة الزيدى ولكنها تناشد العراقيين عدم استخدام «أى نوع من القوة غير الضرورية». وأضاف: «بالتأكيد لو حدث ذلك سندينه».