اعتقال «الزيدى».. وإخضاعه لاختبارات الكحول والمخدرات

طالبت قناة «البغدادية» السلطات العراقية بإطلاق سراح مراسلها منتظر الزيدى، الذى رشق الرئيس الأمريكى جورج بوش بحذائه مساء أمس الأول. فيما نقلت شبكة «سكاى نيوز» الإخبارية البريطانية عن مسؤولين عراقيين قولهم إن منتظر الزيدى معتقل حالياً بمقر رئيس الوزراء.
وذكرت الشبكة أن السلطات العراقية تجرى تحقيقاً مع الزيدى لمعرفة ما إذا كان قد تلقى أموالاً من جهة معينة للقيام بذلك. وقالت الشبكة إن الزيدى يخضع أيضاً لاختبارات الكحول والمخدرات.
فى غضون ذلك، أعلن رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين إبراهيم السراجى، أمس، أن أكثر من 50 محامياً عراقياً تطوعوا للدفاع عن الصحفى العراقى منتظر الزيدى.
وقال السراجى لوكالة الأنباء الألمانية «مازلنا ننتظر نوعية التهمة التى ستوجهها الحكومة العراقية إلى الزيدى وأن أكثر من 50 محامياً عراقياً أبدو استعدادهم للدفاع عنه فى المحاكم». وأضاف «نحن نطالب الحكومة بالإسراع فى الإفراج عن الزيدى».
كما أعلن خليل الدليمى، محامى الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، أنه يشكل هيئة دولية للدفاع عن الزيدى. وقال الدليمى إن «حوالى 200 محامعراقى ومحامين من جنسيات أخرى بينهم أمريكيون أعربوا عن رغبتهم فى الدفاع عن الصحفى العراقى».
وأوضح المحامى العراقى طارق حرب أن «العقوبة القصوى التى قد يواجهها الصحفى هى الحبس لمدة سبع سنوات ونصف إذا كيفت على أنها جريمة شروع بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية وفق المادة 223».
وأضاف حرب «أو أن يكيف الفعل كجريمة الشروع بالاعتداء وفق المادة 413 من القانون العراقى، وهذه عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنة والغرامة أو إحدهما. أو أن تكيف على أنها إهانة لرئيس دولة أجنبية وهذه وفق المادة 227 وعقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنتين».
وتابع أنه إذا اعتبرت جريمة شروع بالقتل على رئيس دولة أجنبية فان العقوبة تصل إلى 15 سنة سجناً. وتوقع حرب أن يتم إخلاء سبيل الزيدى بعد فترة اعتقال «لأن صاحب العلاقة (بوش) قال إن ذلك يدخل فى حرية التعبير».
فى الوقت نفسه، أوضح البيان، الذى بثته قناة البغدادية أن «مجلس الإدارة يطالب السلطات العراقية بالإفراج الفورى عن منتسبها منتظر الزيدى تماشياً مع الديمقراطية وحرية التعبير التى وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها».
وأضاف البيان أن «أى إجراء يتخذ ضد منتظر إنما يذكر بالتصرفات التى شهدها العصر الديكتاتورى وما اعتراه من أعمال عنف واعتقال عشوائى ومقابر جماعية ومصادرة للحريات الخاصة والعامة». وطالب البيان كذلك «المؤسسات الصحفية والإعلامية العالمية والعربية والعراقية التضامن مع منتظر الزيدى للإفراج عنه».
نقلت شبكة «بى. بى. سى» الإخبارية البريطانية عن فيتيان محمد، رئيس مكتب قناة البغدادية، قوله، إنه ليست لديه فكرة عن السبب الذى دفع الزيدى إلى مهاجمة الرئيس بوش. وأضاف رئيس قناة البغدادية «إننى أحاول الاتصال بالزيدى منذ وقوع الحادث، ولكن دون جدوى»، وأشار الى أن هاتف الزيدى مغلق.
فيما أكد أحد العاملين فى قناة «البغدادية» أن زميله منتظر الزيدى «وطنى متشدد وتصرف بصورة شخصية». وقال جهاد الربيعى إن «الأمر متوقع من منتظر إذ أنه وطنى متشدد جداً لما يتعلق بالعراق». وأضاف أن «التصرف الذى بدر من منتظر هو تصرف شخصى يعبر عن نفسه فقط وليس عن توجه القناة». وشدد على أن «القناة التى تمتلك مقراً لها فى مصر، مستقلة ولا ترتبط بأى حزب سياسى».
وتباينت ردود الفعل إزاء ما قام به الزيدى، حيث أشادت «هيئة علماء المسلمين» أكبر منظمة سنية فى العراق ب «الموقف الوطنى الشجاع للصحفى»، مؤكدة أن «هذا الموقف البطولى عبر أصدق تعبير عن غضب العراقيين ورفضهم المطلق للاحتلال الأمريكى المقيت، الذى قاده هذا المجرم ضد بلدهم».
بينما أصدر المركز الوطنى للإعلام التابع لأمانة مجلس الوزراء العراقية بياناً أدان به «اعتداء الصحفى على بوش». وأفاد البيان أن «منتسب أحد الفضائيات قام بتصرف همجى مشين.
من جانبه، وصل بوش إلى أفغانستان فى وقت مبكر من صباح أمس فى زيارة وداع مفاجئة أكد خلالها التزام بلاده بإقامة ديمقراطية مستقرة فى البلاد. وأثنى بوش على التقدم الذى أحرزه المجتمع الدولى فى أفغانستان بعد سقوط نظام طالبان، ولكنه حذر فى مؤتمر صحفى من أن قوات التحالف التى تقودها الولايات المتحدة ستواجه «أياماً عصيبة قادمة» فى معركتها ضد «الإرهاب».