تركت عملى لأسباب ليس مجال ذكرها الآن وذهبت إلى بيتى فى حالة من اليأس والإحباط لم أمر بها من قبل!! فاتصلت بصديقة مقربة إلى قلبى، وطلبت منها الخروج معى إلى الكورنيش نتمشى قليلاً عسى أن يخفف نسيم البحر ما بى من ألم وضغط نفسى. وما أن وصلنا شاطئ سيدى بشر وهو أقرب شاطئ إلى بيتى وجلسنا حتى بدأت المعاكسات والمضايقات، مع العلم أننى محجبة وملابسى محتشمة جداً وكذلك صديقتى، فقررنا الانصراف وعندما وصلنا إلى شاطئ سيدى بشر المجانى - كما يطلق عليه - ونظرنا نحو البحر رأينا ما تقشعر له الأبدان اشمئزازاً! فقد فرشت رمال البحر بالعشاق من جميع الأعمار، شباب وبنات فى أوضاع مزرية، منهن المحجبة والمخمرة والسافرة على حد سواء! فاقترحت صديقتى الذهاب إلى كافتيريا نشرب شيئاً يهدئ أعصابنا بعيداً عن كل هذا، فذهبنا. وبمجرد وصولنا وبعد قليل فوجئت بمن يجلس بجانبنا ويقول لى: «ممكن نتعرف؟» فأجبته بالنفى وطلبت منه بأدب جم أن يتركنا ويرجع لرفاقه، ولكنى وجدته مصمماً، ولم يؤثر معه الكلام، فتركت المكان ورجعت لبيتى، وقد زاد همى وحزنى على ما آلت إليه أخلاق الشباب، لأجد خالى فى انتظارى. وبمجرد أن رآنى فاجأنى بقوله: لا تخرجى من البيت وأنت مرتدية ذهبك مرة أخرى! لقد قتلت ابنة صديقى!! نعم قتلت أثناء ذهابها إلى الكلية، فقد ركبت ابنة ال 19 عاماً الميكروباص من الدخيلة حيث تسكن. وفى منتصف الطريق فوجئت بأن جميع من فى الميكروباص مجموعة من اللصوص، أمروها بإعطائهم الذهب الذى ترتديه وفعلت، أخذوا حقيبة يدها بما فيها من نقود وموبايل، ورموها من الميكروباص أثناء سيره! وظلت فى العناية المركزة ستة أيام ثم توفيت إلى رحمة الله. هل هذا بحق بلد الأمن والأمان؟ هل هذا هو بلد الأزهر الشريف؟ كم أتمنى أن يمحى هذا اليوم من ذاكرتى للأبد، فلم يغفل لى جفن منذ تلك الليلة.. ولا يسعنى سوى أن أقول حسبى الله ونعم الوكيل. منى محمد إبراهيم الإسكندرية المحرر: يا بنيتى.. لقد شعرت بالأسى على ما وصلنا إليه أثناء حديثك التليفونى معى.. وليس لنا إلا أن ندق نواقيس الخطر!!