احتفل المواطنون فى القاهرة والمحافظات أمس، بأول أيام عيد الأضحى المبارك، وأدى المصلون صلاة العيد فى المساجد والساحات المخصصة للصلاة، وساعد تحسن الأحوال الجوية فى أغلب المحافظات على الخروج إلى الحدائق العامة والمتنزهات والرحلات النيلية.. وتنوعت خطب أئمة المساجد بين التنديد بالإساءة لرموز الدين «وإن أخطأوا»، وبين الحديث عن الأزمة المالية العالمية، باعتبارها «غضب من الله على أمريكا»، إضافة إلى المطالبة بوحدة صف المسلمين ودعم القضية الفلسطينية. وأدى الرئيس حسنى مبارك، صلاة العيد بمسجد «مبارك» بمقر الجيش الثانى الميدانى بالإسماعيلية، ورافقه شيخ الأزهر ورؤساء مجالس الوزراء والشعب والشورى، ولفيف من الوزراء والمسؤولين. وأدى آلاف المصلين فريضة الصلاة فى مساجد آل البيت، حيث جاءت وفود من الأقاليم لتحجز أماكنها مبكراً بجانب المقامات والأضرحة وحظى مسجدا الحسين والسيدة زينب بتدفق جموع المصلين منذ انطلاق تكبيرات آذان الفجر على الأماكن القريبة من الضريح للدعاء والتكبير. ففى مسجد الحسين تسابق آلاف المصلين على حجز أماكنهم فى الصفوف الأولى بالقرب من الضريح، بينما تجمع مئات المتصوفة ومريدو الطرق ومحبو آل البيت حول الضريح نفسه. واشتد الزحام أكثر فى الساحات الخارجية للمسجد التى جمعت المصلين والفقراء والعجائز فى انتظار توزيع الذبائح. وانتشر بائعو الطواقى المحمدية التى انتشرت منذ نشر الصور المسيئة للرسول، بينما نشطت المقاهى التى استقبلت المصلين والوافدين من الأقاليم. وفى السيدة زينب انتشرت مئات أماكن الذبح على جانبى شارع السد وبورسعيد، وفى الجامع الأزهر فرضت القوات الأمنية حصاراً أمنياً حول المسجد خوفاً من تكرار سيناريو مظاهرات «فك الحصار عن غزة»، وتجمعت فرق الأمن المركزى من منطقة الغورية بسياراتها حتى نفق الأزهر، وأمام إدارة مشيخة الأزهر لفض أى محاولة للتظاهر. وقام الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، بعد أدائه الصلاة بزيارة لعامل النظافة، الذى أصيب أثناء أدائه واجبات عمله، وقدم له إعانة بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه وكلف مدير عام مديرية الشؤون الصحية بالقاهرة بتوفير جميع أوجه الرعاية الطبية له. وكان العامل زغلول عبدالواحد، قد تعرض لحادث إثر ارتطامه بسيارة خاصة ملاكى قنا، وتم نقله لمستشفى الدمرداش الجامعى، حيث تطلبت حالته بتر إحدى ساقيه وتركيب شرائح ودعامات للساق الأخرى المصابة. وبرزت الأزمة المالية العالمية فى خطبة العيد، لمسجد الإمام أبوزهرة بمصر الجديدة، ووصف خلالها خطيب المسجد الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها «عاد الثانية» بعد «عاد الأولى»، التى أهلكها الله وورد ذكرها فى القرآن. وقال خطيب المسجد: إن انهيار الاقتصاد الأمريكى يعنى انهيار الدولة بالكامل وسيليه انهيار القوة العسكرية، وبالتالى انتهاء سيطرة أمريكا على العالم. وفى مسجد الأنصار بمدينة نصر، أو كما يطلق عليه مسجد «المفتى»، كان محور الخطبة الإشادة بأهمية وحدة صف المسلمين، وطالب الإمام بضرورة الوقوف بجانب الفلسطينيين ودعمهم فى قضيتهم سواء كان دعماً مادياً أو معنوياً. وأشاد الإمام بالدور الذى تقوم به بعض النقابات فى تقديم المساعدات والقوافل الطبية وقوافل الغذاء، منذراً من يحبط وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها فى غزة بأنه «آثم» وله عذاب أليم من الله فى الآخرة. وفى مسجد الفتح، والذى اكتظت ساحته الأمامية والجانبية بالمصلين، ندد شيخ المسجد فى خطبة صلاة العيد بالحملة التى تشنها بعض الصحف ووسائل الإعلام على رموز الدين الذين يعتبرون رمزاً للدين والأمة، لافتاً إلى أن الإسلام أوصى باحترام العلماء وإجلالهم و«غفران ذلاتهم» إن أخطأوا دون قصد، وختم خطبته بالدعاء لولاة الأمر بهدايتهم وتسديد خطاهم إلى ما ينفع الأمة. وكان لمسجد مصطفى محمود النصيب الأكبر، حيث جاوز عدد المصلين فيه أكثر من 20 ألفاً أحاطوا بالمسجد من جهاته الثلاث، وامتدت الخيام وقت الصلاة إلى شارع جامعة الدول العربية، وتوقفت حركة المرور فيه تماماً.