تواترت الأنباء حول قضية الشعب الفلسطينى، وما يدور من صراع دام وتآمر مقيت بين قطبى القيادة.. والسؤال ماسبب هذا الخلاف الدامى؟ وإلى متى؟.. ولك أن تعجب فأبومازن يريد انتخابات وحماس ترفض التعامل مع فتح، وفى نفس الوقت تنادى بتفعيل هدنة بينها وبين إسرائيل! فلماذا لا تجعل حماس هذه الهدنة بينها وبين فتح.. ولتكن بينكم حوارات ولتمتد تلك الحوارات أشهراً، فيشهد أبناء غزة فتح الحصار ويباشرون حياتهم دون عناء فالأيام تمر والمعاناة هائلة.. ولا يمكن لأى دور لأى دولة أن يتقدم أو أن يتم إلا إذا كانت لأبناء فلسطين قيادة واحدة ورأى واحد.. وفى التاريخ عبرة عشناها بدقائقها عندما زار الرئيس السادات القدس وواجه الإسرائيليين فى عقر دارهم، وبدأت مسيرة السلام، وبرزت جبهة الصمود والتصدى (اسم فخم بلا هوية) وضمت فلسطين وسوريا وآخرين، وقاطعوا مصر، وتطاولت الألسن بكل قبيح على مصر وشعبها!! ماذا نجد فى الواقع؟ مصر استردت أرضها وكانت آخر نقطة هى «طابا» التى نالتها مصر بحق وتاريخ عن طريق المحكمة الدولية.. وكان بعض المغرضين ينكرون علينا أننا فعلاً استعدنا «طابا» وكنا نقطعها بسياراتنا إلى الخليج ذهاباً وإياباً.. ولك أن تسأل عن مصير هؤلاء الذين أضاعوا الفرصة وأمست جبهة الصمود والتصدى فقاعة هواء انتهت وراحت.. سوريا الآن تفاوض إسرائيل برعاية تركيا، والمفاوضات تجرى هنا وهناك ومن العجيب أن سوريا لم تدع أبناء فلسطين ولا حتى حماس لمشاركتها تلك المسيرة.. وتلاعبت بالفلسطينيين أهواء بعض دول المنطقة قريبها وبعيدها، وانساق أبناء فلسطين وراء هذا وذاك، وتناسوا معاناة الأهل فى المسكن والملبس والدواء والغذاء، وصعد القادة الأشاوس حرباً كلامية شرسة: خيانة وعمالة وفساد ورشوة ولكن إلى متى؟.. يا إخواننا إن وراءكم أجيالاً من الأطفال وشباباً وشواباً وشيوخاً وأمهات فضليات، والجميع يستحق منكم أن ينسى الخصومة والعناد، ودعوكم من المناصب وضعوا نصب أعينكم أن محكمة التاريخ لن تنصف فلتلتق الأيادى وتتصاف القلوب، خاصة أن الجميع أكد أن مبادرة مصر الشقيقة الكبرى تستحق التمسك بها والانطلاق إلى ما يرضى الجميع، وفقكم الله عز وجل لإنقاذ ما بقى من أرض فلسطين موحداً فينال الوطن حقوقه، وإياكم والتشرذم فإنه مقبرة المتخاصمين. زكريا خليفة أبوزيد موجه سابق بالتربية والتعليم - الإسكندرية