حب غلط لربنا فى موسم الحج! وعندى صور لهذا الخطأ ويا رب تحفظنا، فلا نكون من هؤلاء الذين يعبدون الله، ولكن بطريقة فيها كلام وتحتاج إلى وقفة!! وأول صورة.. واحد فلوسه «على قده»، وقد يحتاج إلى تحويشة العمر تلك لتزويج بناته مثلاً، لكنه يذهب إلى أداء فريضة قائلاً: ربنا سيرزقنى! ويقول العلماء الثقات إن الإنفاق على أسرته أولى، ولو كان هناك تعارض بين الزواج والحج، فإن تكملة نصف الدين أولى، وهذا ينطبق بالدرجة الأولى كذلك على شاب عنده فلوس، ومازال أعزب، فمن الأفضل له أن يتزوج بالأموال التى جمعها قبل أن يفكر فى الحج، فإسلامنا الجميل يكره الرجل الذى عنده قدرة على الارتباط بشريك العمر ولم يتزوج بعد. وبعكس الحماس الزائد عن اللزوم عند الفئة الأولى، سالفة الذكر، نجد من يحج بطريقة روتينية، وأعرف زملاءً صحفيين يذهبون إلى الحج كل عام على حساب الجهات التى يقومون بتغطية أخبارها فى صحفهم، وكذلك من يذهبون إلى بيت الله الحرام، لأنهم يعملون بشركات سياحية مثلاً، فعملهم يفترض وجودهم فى موسم الحج هناك، وغير ذلك من صور «البيزنس» فى الحج، وربنا يعطى الواحد من هؤلاء على قدر نيته، ولكن هناك فارق بالطبع بين هؤلاء وبين واحد يحج بفلوسه! وأنتقل إلى النوع الثالث من الحب الغلط، وهو الحاج الدلوعة، أى الذى يحج بفلوسه! وسر تحفظى عليه ليس فى الأماكن الفخمة التى ينزل فيها، ولا فى الخدمة الممتازة التى تقدم له، فلم يقل أحد إن ثواب الحج يُفترَض فقط على الفقراء! ولكن اعتراضى أساساً هو تأديته تلك الفريضة «بطريقة خطف»!! وحضرته عايز يقضى بضعة أيام فقط فى الأماكن المقدسة! «ومش طايق» أكثر من ذلك، لأنه عامل نفسه مهم وشغلته الدنيا! ومن هنا نتساءل عن مدى حبه لربنا، ولو كان هذا الحب صادقاً لأعطى للعبادة حقها. وهناك بدعة أخرى أغتاظ منها جداً اسمها «يا حاج»! فحضرته حريص على أن يناديه الناس بهذا اللقب! وهذا أمر لم يعرفه الإسلام أبداً عندما كان فى مجده، وفى كل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أقرأ «اسم واحد» منهم مسبوقاً بلقب حاج! وإنما ظهر ذلك فى عصور التخلف عندما طغى المظهر على الجوهر ورأينا الشكليات لها الصدارة.. ومصيبة الحاج فلان وعلان، انخداع الناس فيهم أحياناً عند التعاملات، ويمتد الاتهام فى هذه الحالة إلى الإسلام ذاته، بدليل أن هؤلاء الذين يتمسحون به ليسوا على خلق أو دين! ونجد صورة خامسة للحب الخاطئ، كتبت عنها أقلام كثيرة وتتمثل فى إنسان حريص على الحج كل عام، لكنه بخيل جداً فى الإنفاق على المشروعات الخيرية! وكان من الأفضل له أن يستثمر أمواله بما يفيد المجتمع!.