كيف يمكن مشاهدة 46 فيلماً طويلاً فى ثلاث مسابقات فى مهرجان القاهرة خلال عشرة أيام بواقع من 4 إلى 5 أفلام فى اليوم، أى من 8 إلى 10 ساعات، وحضور مؤتمرات صحفية مع صناع الأفلام، مجموعها من ساعتين إلى ثلاث ساعات باعتبار أن كل مؤتمر أقل من ساعة، ومشاهدة فيلم واحد على الأقل من الأفلام التى تعرض خارج المسابقات. والحد الأدنى لتكريم سينمائى أن يعرض له فيلم، ويقام بعد العرض مؤتمر صحفى معه، وإذا كان عدد المكرمين 13 شخصية كما هو الحال فى دورة مهرجان القاهرة هذا العام، فلابد أن يكون هناك عرض ومؤتمر لشخصية أو اثنتين من الشخصيات المكرمة فى نفس اليوم، أى أن المتوسط اليومى 8 أفلام فى 16 ساعة و6 مؤتمرات فى 5 ساعات، فمن أين يأتى من يريد أن يتابع من صناع ونقاد وجمهور الأفلام ب21 ساعة كل 24 ساعة؟! مع هذا الكم من الأفلام فى المسابقات ومن المكرمين يستحيل عملياً أن يتابع أحد مهرجان القاهرة، فضلاً عن عدم وجود عروض المسابقات فى مكان واحد، وعدم انعقاد المؤتمرات الصحفية فى مكان واحد. لماذا لا يكتفى المهرجان بمسابقة تعرض 20 أو 21 فيلماً، كما فى كل المهرجانات الدولية الكبرى التى تراعى الأصول الاحترافية، ولماذا لا يكتفى بتكريم سينمائى مصرى واحد بدلاً من خمسة، وثلاثة من العالم، كان يكفى جداً تكريم سوزان ساراندون وشارلز ثيرون وارتورو ريبستين، وهم من كبار السينمائيين العالميين حقاً. وفى المهرجان عشرة أقسام تعرض أكثر من 150 فيلماً 46 فى المسابقات، وأكثر من مائة فيلم و7 برامج هى خارج المسابقة ومهرجان المهرجانات والقسم الإعلامى وأربعة برامج خاصة هى إسبانيا وأفريقيا وحقوق الإنسان والإسلام فى السينما بالإنجليزية والذى ترجم سماحة الإسلام بالعربية (!!) وإلى جانب أن برنامج إسبانيا لم يكن من روائع السينما فى تاريخها كما هو متوقع، وإنما مختارات من إنتاج السنوات الثلاث الماضية أغلبها من الأفلام التجارية العادية، لا أحد يعرف الفرق بين خارج المسابقة ومهرجان المهرجانات والقسم الإعلامى. وقد شهد المهرجان عرض عشرة أفلام مهمة خارج مسابقاته هى الرومانى «بوجى» إخراج رادو مونتين، والمكسيكى «الصحراء داخلنا» إخراج رود ريجو بلا، والجنوب أفريقى «زيمبابوى» إخراج داريل جيمس رودت، ومن إيطاليا «جومورا» إخراج ماتيو كارونى و«شياطين القديس بطرس» إخراج جوليانو مونتالدو، والأمريكى «فى البرية» إخراج ستوب بين، والفرنسى «عدنى بهذا» إخراج كو ستوريتشا، والبريطانى «إنه عالم حر» إخراج كيف لوش، والإسبانى «العودة» إخراج بيدرو ألمودوفار، والتركى «القرود الثلاثة» إخراج نورى بلجى سيلان، ولكنها ضاعت فى الزحام. [email protected]