قال مصدر مسؤول بملف مياه النيل إن التقرير النهائى للجنة الخبراء، حول سد النهضة الإثيوبى، سيتم تقديمه قبيل نهاية مايو الجارى، تمهيداً لعرضه على رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى أن ملامح التقرير توضح أن الدراسات الإثيوبية بشأن السد «غير مكتملة» وهو ما سبق أن خلص إليه آخر تقرير مرحلى للجنة الخبراء، فيما أكدت دراسة علمية أن النتائج المتوقعة من إنشاء السد ستكون «كارثية» وستؤدى لتشريد ملايين الأسر المصرية. وأضاف المصدر أن التقرير النهائى سيكون له دور مهم فى تقييم اللجنة لمدى التأثير السلبى لسد النهضة على دولتى المصب لنهر النيل، وهما مصر والسودان، وهو ما سينعكس على خطة التحرك السياسى للدولتين نحو المشروع الإثيوبى. من جهته، قال الدكتور محمد بهاء الدين، وزير الرى، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» إن التحرك السياسى لمصر سيكون عقب الإعلان رسمياً عن نتائج لجنة تقييم سد النهضة من خلال اللجنة العليا لمياه النيل التى يرأسها الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، أو من خلال تحرك تقوم به وزارتا الرى والخارجية أو عن طريق اللقاءات المشتركة والمشاورات الدورية بين الجانبين المصرى والإثيوبى للحد من أى خلافات بين البلدين حول الموارد المائية للنهر. وقالت مصادر معنية بملف المياه إن القاهرة لا تسعى إلى الصدام فى إدارة ملف سد النهضة الإثيوبى، مشيرة إلى أنها ستحاول اللجوء إلى استئناف التفاوض مع إثيوبيا، لتحديد الآثار السلبية للسد على الأمن المائى المصرى والسودانى، وعلاج القصور فى المعلومات الموجودة لدى الجانب الإثيوبى. وكشف التقرير المبدئى للجنة الخبراء عن وجود مشاكل فنية ضخمة تتعلق بسد النهضة، ما يتطلب معالجة وحقنا بمواد أسمنتية معينة لعمق كبير وبمساحات كبيرة فى جسم السد، خاصة مع وجود خط فالق زلزالى بطول المنطقة تحت السد الجانبى الذى سيقام بجانب سد النهضة. فى السياق ذاته، أكدت دراسة علمية أجراها الدكتور علاء الظواهرى، أستاذ الهيدروليكا بجامعة القاهرة أن التأثيرات المتوقعة لإنشاء السد ستكون «كارثية»، خاصة خلال فترة ملء السد. وأشارت الدراسات إلى أن هناك نتائج بيئية واجتماعية خطيرة تهدد بتشريد مليونى أسرة على الأقل وانخفاض الإنتاج الزراعى بنسبة 12٪، محذرة من مخاطر شديدة تهدد مصر والسودان فى حالة تعرض السد الإثيوبى للانهيار بسبب زلزال أو عيوب فنية، ما سيؤدى إلى انهيار سدى الروصيرص وسنار السودانيين وتهديد جسم السد العالى وغمر 24 ألف كم مربع من الأراضى الزراعية والمبانى السكنية على طول المسافة من سد النهضة والسد العالى.
