فى صمت وشموخ رحل عن عالمنا فى 30 أكتوبر 2003، المفكر المستنير والمبدع خالد الذكر الأستاذ الدكتور عادل أبوزهرة أستاذ السلوكيات بالأكاديمية العربية بالإسكندرية، أحد أهم رموز المجتمع المدنى فى السنوات العشر الأخيرة.. كان الفقيد سابقاً لعصره، ويشهد على ذلك كتاباته العديدة بالجرائد، وعبر قنوات التليفزيون المصرى.. تميز بالقدرة على التواصل الإنسانى كناشط مدنى وعاشق للعمل التطوعى، ذلك ما رشحه لنيل جائزة الأممالمتحدة باعتباره من أبرز عشر قيادات فى العمل التطوعى على مستوى العالم. اقتربت من الراحل الكريم وتعرفت عليه عن قرب وعاصرته أثناء مرضه وأعترف أن الدكتور أبوزهرة ترك فراغاً كبيراً فى قلوبنا وحياتنا، وجعلنا نتذكره فى كل موقف يمر بنا فى بيته جمعية أصدقاء البيئة بالإسكندرية التى أسسها لنشر الوعى البيئى والعمل على صيانة البيئة والحفاظ عليها للأجيال القادمة لدرجة الاحتكام إلى القضاء فى أول سابقة بيئية من نوعها لوقف أى اعتداء على البيئة الطبيعية أو العمرانية.. شارك فى تأسيس الجمعية المصرية لأصدقاء مكتبة الإسكندرية، وكان أول مستشار لها.. ورأس أول منتدى للحوار بالمكتبة، فكان محاوراً بارعاً فى إدارة حلقات النقاش، لإثراء حرية الفكر داعياً إلى ثقافة التسامح وقبول الآخر. كان من أشد المدافعين عن حقوق الإنسان، وتصدى لكافة صور الاعتداء أو التمييز ضد المرأة فى شجاعة نادرة، وخاض من أجلها الكثير من المعارك، لذلك لقب بقاسم أمين القرن العشرين. ولأجل أن تبقى ذكرى هذه القدوة بعد رحيلها، فقد رصد له صديقه وحبيبه الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، جائزة سنوية باسم المفكر الوطنى دكتور عادل أبوزهرة قدرها خمسون ألف جنيه تمنح لإحدى المنظمات الأهلية فى أحد المجالات الأربعة التى أسهم فيها بفكره وأشعلها بالحيوية. رحم الله الراحل الكريم، وجزاه خيراً على ما أعطى ومنح طوال حياته لوطنه. محاسب فوزى بغدادى -سموحة - الإسكندرية