أجمل ما فى مصر الآن هو الحوار المفتوح من كل الاتجاهات، حتى لو كان البعض يحاول إفساده بالمصادرة على الرأى الآخر، و«جرّنا» إلى مساحات التراشق والتهديد.. ثمة رغبة مشتركة بين الجميع لإيجاد مخرج مناسب للمأزق السياسى الحالى.. حتى الأحزاب التى سجلت غياباً واضحاً خلال السنوات الماضية تتحرك الآن، ولو على استحياء، للإجابة عن السؤال الذى يطرح نفسه علينا قسراً وجبراً: مصر إلى أين؟! إذن فهو المستقبل الذى يطل من أفق يبدو غائماً.. وربما تكون هى المرة الأولى التى ينشغل فيها الرأى العام بالتفكير والنقاش حول القادم وليس الماضى.. الممكن والمتاح، لا الحاضر أو الراهن.. ومن هذا المنطلق تفتح «المصرى اليوم» حواراً جاداً وإيجابياً بين جميع التيارات السياسية والفكرية تحت عنوان: «حوار حول المستقبل.. كل مواطن شريك».. وربما يكون مناسباً أن نركز الضوء على الخيارات الثلاثة التى طرحتها أطراف مختلفة، فقد تكون أساساً مهماً لهذا الحوار المنظم: أولاً: طرحت بعض الأحزاب والصحف خياراً يعتمد على استدعاء إحدى الشخصيات المصرية المهمة للمنافسة على مقعد الرئاسة فى انتخابات 2011،ولم يحدد أى منهم موقفه من هذه الاقتراحات حتى الآن. ثانياً: طرح الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فى حواره المطول مع «المصرى اليوم»، اقتراحاً بتشكيل مجلس أمناء للدولة والدستور، يضم عدداً من الشخصيات التى طرحها الرأى العام، تكون مهمته صياغة عقد اجتماعى جديد ودستور جديد تحت مظلة الرئيس مبارك. ثالثاً: الخيار الذى يجنح إليه فريق ثالث ببقاء الوضع على ما هو عليه، لا سيما أن الحزب الوطنى سيعقد مؤتمره السنوى خلال الأيام المقبلة، وهو يرى أن أوضاع البلد لا تستدعى البحث عن خيارات أخرى أو سيناريوهات بديلة. إن مصر لم تشهد حواراً موسعاً ومنظماً منذ فترة طويلة.. ونحسب أن هذا الحوار سوف يبدد الصمت المطبق، ويفتح طرقاً ظلت مسدودة، وهو أيضاً يمثل دعوة لكل العقول والأقلام للإسهام بما تراه، سواء دعم أحد الخيارات الثلاثة أو تعديلها، أو طرح خيارات أخرى على مائدة النقاش. رئيس التحرير