أعلن الدكتور مصطفى الدمرداش، رئيس المركز القومى لبحوث البناء والإسكان أن المركز سيعقد 4 مؤتمرات دولية كبرى خلال العام المقبل للوصول إلى توصيات خاصة بنظام العمارة الخضراء صديقة البيئة التى لا تعتمد على الحديد والأسمنت، والذى يستعد المركز للإعلان عن أول مبان منشأة به على أرضه فى مدينة 6 أكتوبر نهاية العام الحالى. وقال الدمرداش ل«المصرى اليوم» إن المؤتمرات سيشارك فيها عدد كبير من خبراء العالم فى هذا المجال، فضلا عن مشاركة ممثلين عن اللجنة الاستشارية التابعة لمجلس وزراء الإسكان العرب فى جامعة الدول العربية خلال المؤتمر الأول عن الإسكان العربى فى مصر والذى سيعقد فى ديسمبر 2010، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر سيناقش كيفية التنمية فى صحراء مصر، والبيئة العربية بشكل عام. وأضاف الدمرداش: «من أهم محاور المؤتمرات الأربعة كيفية غزو الصحراء وتنميتها، خاصة أن مساحة مصر غير مأهول فيها سوى 5% فقط، ويمتنع المواطنون عن المعيشة فى باقى المساحة خوفا من الصحراء القاحلة»، مؤكدا أن المؤتمرات ستناقش بشكل عام نظم الإنشاء الحديثة لمبانى المواطنين الراغبين فى العيش هناك وطرق الزراعة المتخصصة والرى الحديث، والصناعات القائمة فى هذه الأماكن فضلا عن الطاقة المتجددة التى سيتم استخدامها كفكر أساسى للعمارة الخضراء، على أن يتم الأخذ بتوصياتها خاصة أن لدينا 400 قرية من قرى الظهير الصحراوى ستحتاج هذه الطريقة. وأوضح الدمرداش أن هذه الطرق تتم مناقشتها حالياً فى المركز، بمشاركة المراكز المتخصصة المعنية ومنها مركز بحوث الصحراء. وحول العمالة التى ستقوم بإنشاء هذه المبانى، قال الدمرداش: «المركز يقوم حاليا بتدريب العمالة الفنية للمواقع والمبانى، الخاصة بالنجارة والسباكة على أن يمنح العامل شهادات معتمدة بدرجات مختلفة كأن يكون عامل درجة أولى أو ثانية مثل السائقين وهكذا، أما عمال البناء فتدريبهم على هذه الطريقة سهل للغاية، وأعتقد أن هؤلاء سيكونون إضافة لقطاع التشييد فى مصر». وحول الفرق بين مبانى توشكى التى قام المركز ببنائها خلال الشهور الماضية والمبانى المزمع الإعلان عنها نهاية العام الحالى على أرض المركز فى مدينة 6 أكتوبر، أكد الدمرداش أن مبانى توشكى يتم فيها تنفيذ جوهر الطريقة، حيث يعتمد بشكل أساسى على المناخ داخل المبانى دون استخدام المراوح والمدفآت أو التكييفات فى أى من فصول السنة، على أن يتم الاعتماد على مواد الحوائط العازلة، وطرق إنشاء مختلفة للأسطح والقباب، بما يعتمد على ما يعرف ب«مداخل الهواء»، مشيرا إلى أن نموذجى 6 أكتوبر يركزان بشكل أكبر على كيفية البناء بطرق سريعة ومتطورة صديقة للبيئة، على أن يكونا فى متناول يد الجميع، لمن يرغب فى تنفيذ مبنى لا يرتفع عن 4 أدوار. كانت «المصرى اليوم» قد نشرت الأسبوع الماضى خبراً يشير إلى استعداد المركز للإعلان عن أول مبان للعمارة الخضراء من خلال نموذجين تم إعدادهما على أرض المركز فى مدينة 6 أكتوبر، والتى ستعتمد على طرق إنشاء حديثة صديقة للبيئة وموفرة للطاقة من خلال إعادة تدوير مخلفات مواد البناء والمواد الزراعية بعد أن نجح المركز فى ابتكار جهاز لحرق قش الأرز والقمح، ومن المتوقع أن تخفض هذه المبانى أسعار التشييد بنسب كبيرة قد تصل إلى 40% من التكلفة الفعلية. وأنشأ المركز معملا للنانوتكنولوجى اعتمد على إنتاج مواد من شأنها تبطىء سرعة الحريق فى المبانى، فضلا عن إنتاج مواد داهنة لمواد البناء يمكن استخدامها فى المبانى القديمة لرفع كفاءتها وانضمامها للعمارة الخضراء. وتلقت «المصرى اليوم» تعليقات العديد من المواطنين، البعض يستفسر عن هذه الطريقة وكيفية البناء بها، والبعض الآخر أبدى أمنيته بنجاح التجربة ليكون الحلم حقيقة، ويقضى على احتكار التجار للحديد والأسمنت وحلا لما يعانيه الشباب، فيما أكد آخرون أن مركز بحوث البناء سيكون «كلمة السر» فى تخفيض تكلفة البناء وصاحب ثورة فى عالم التشييد وهو ما أكده الدكتور مصطفى الدمرداش، وعرض آخرون أراضيهم فى بعض المحافظات ليقوم المركز ببناء نماذج عليها فى محافظاتهم يقتدى بها المواطنون هناك. وأشار أحد المواطنين إلى أن هذه الطريقة ليست جديدة وهى موجودة منذ فترة على مستوى العالم وإحدى طرق المعمارى الكبير الراحل الدكتور حسن فتحى، وهو ما فسره الدمرداش، بقوله: «بالفعل أشرنا إلى اعتمادنا على نماذج عالمية من أمريكا وإنجلترا والبرازيل والصين وغيرها، بل إننا اتفقنا مع بعض الدول الصناعية الآسيوية التى تعتمد على هذه الطريقة بإعطائنا نماذج من عندها لتكون مبادرة من المركز لتعمل هذه الدول فى بعض القرى التى سنختارها فى مصر، أما طريقة حسن فتحى ففيها جزء بالفعل كما أقمنا فى توشكى ولكن نحن نتحدث عن طرق بناء حديثة متطورة وأشكال معمارية مختلفة تناسب جميع البيئات».