«والله العظيم والله العظيم ما أعرف سبب الأزمة التى أمر بها حالياً.. وأموت وأعرف لصالح مين، أحسن هاتجنن».. بهذه الكلمات افتتح الفنان نور الشريف الاحتفالية التى أقامها نادى «ليونز نيل» القاهرة برئاسة اللواء حسام خضير، والفنان سمير صبرى مساء أمس الأول، بمناسبة مرور 40 عاماً على أول ظهور لنور الشريف على شاشة التليفزيون المصرى. وقال الشريف: «يبدو أن الفن الحقيقى بيخوّف ناس كتير، خصوصاً الفن الذى يوعى الجماهير ويفتح عيونهم، ويبدو أن الفن الحقيقى أصبح غير مرغوب فيه لأنه يمثل مشكلة لبعض الناس»، مشيراً إلى تعرضه للعديد من الأزمات من قبل، كان على رأسها الأزمة التى تفجرت بعد قيامه ببطولة فيلم «ناجى العلى» - رسام الكاريكاتير الفلسطينى الشهير- حينما اتهم بأنه حصل على «شنطة فلوس» من منظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف: «كانت تهمة قاسية، وكنت فى موقف لا أحسد عليه، خاصة أن الذين اتهمونى لم يعلموا أن الرئيس الراحل ياسر عرفات طلب من الرئيس مبارك عدم عرض الفيلم، وكانت أزمة حقيقية لم يقف فيها إلى جوارى سوى الفنان سمير صبرى، الذى أجده دائماً وفياً عند الشدائد». وأضاف الشريف: «مش جيلنا بس اللى اتعرض للهجوم والنقد والإذلال، وإنما الفنانون المحترمون على مر السنين تعرضوا لهجوم، فأم كلثوم هوجمت وشنت عليها الحملات، وعبدالحليم، وعبدالوهاب، ونجيب الريحانى، وبديع خيرى، وجميعهم تعرضوا لهذه السخافات، والمغرضون فى كل عصر لم يتركوا الفنانين الحقيقيين، وإنما حاولوا بشتى الطرق تشويه صورتهم أمام الجماهير، فأنا لم أكن أعلم أن الريحانى تعرض لمحاولتى اغتيال هو وبديع خيرى بسبب عرض أوبريت «العشرة الطيبة» لأن السلطة التركية رأت فى عرضه ما يمثل إهانة شخصية لها، كما تعرض خيرى لأزمة أخرى بسبب فيلم العزيمة الذى كان من تأليفه ولم ينقذه إلا الريحانى، وطلعت حرب، أما عبدالحليم فقد هاجموه، وادعوا أنه كان يتمارض، وأنه يشرب الخمر فى شهر رمضان، وأنه يسعى للملوك والرؤساء، مع إنه كان بيتقطع من شدة المرض، وكان يسافر للعلاج». ونفى الشريف أن تكون الأزمة بسبب مسلسل «ما تخافوش» الذى عرض فى رمضان الماضى، وإنما لأسباب أخرى متعلقة بنهجه الفنى، لأنه بات واضحاً أن الفن المحترم والفنان الحقيقى يمثل مشكلة لكثيرين، معرباً عن سعادته بمسلسل «الرحايا» لأنه أضاف للمبدعين فى مصر كاتبا متميزا - عبدالرحيم كمال - ومخرجا متميزا - حسنى صالح - إلى جانب أنه قدم صورة لواقع نعيشه فى صعيد مصر. وأكد الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم» أننا نعيش فى عصر الانحدار والانحطاط فى كل المجالات، خاصة فى حقل الثقافة والإعلام، مشيراً إلى أن الإعلام المصرى أصبح يعيش فى حالة فوضى، وأصبحت مهنة الصحافة «مهنة بلا أب» فى ظل غياب الأخلاقيات. وقال الجلاد إن الحكومة تسعد بهذه الفوضى بدليل أننا لم نجد المجلس الأعلى للصحافة وهو المسؤول عن الصحف يحاسب الجريدة التى تخرج على التقاليد والأعراف، كما أن النقابة لا تحاسب الصحفى الذى يخالف ميثاق المهنة، أو ينحرف عن الطريق السليم. وأضاف الجلاد: «هناك تواطؤ من الدولة، وعدم تقدير لرموزنا وفنانينا، والمسؤول عن محاسبة المخطئ يغيب بقصد، كى يصرف أنظارنا عن أشياء أخرى، وأعتقد أن نور كسب الجولة لأنه جرى عليه استفتاء شعبى من جديد».