بحث الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» والرئيس حسنى مبارك أمس، جميع التطورات والمستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بما فى ذلك تطورات موضوع المصالحة الفلسطينية، خاصة فى ضوء الموقف الأخير لحركة حماس والذى يشكل عائقا أمام وصول هذه المصالحة لغايتها المنشودة، فى الوقت الذى أمهلت فيه القاهرة حماس 24 ساعة للرد على الورقة المصرية. وأشاد «أبومازن» فى تصريحات صحفية أمس عقب اللقاء بالدور المصرى النشط والإيجابى فى هذا الصدد والسعى الحثيث لوحدة الصف الفلسطينى، مؤكدا أن حركة فتح أيدت تماما ورقة المصالحة المصرية بل وأرسلت وفدا رسميا للقاهرة برئاسة عزام الأحمد، رئيس الكتلة البرلمانية لحركة فتح، للتوقيع عليها كما هى، إلا أن حركة حماس وضعت العراقيل أمام إتمام المصالحة. وردا على سؤال حول موقف مصر حاليا من اعتزام الرئيس الفلسطينى الدعوة لإصدار مرسوم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية قبل الخامس والعشرين من أكتوبر الجارى، قال «أبومازن» إن مصر لا تعترض على إجراء هذه الانتخابات ولا على المرسوم الرئاسى الذى ستصدره لإجراء هذه الانتخابات وفقا لما ينص عليه النظام الأساسى الفلسطينى «الدستور». وأكد أن «مصر أوضحت موقفها بجلاء من هذه القضية من خلال إعلانها رسميا عن الجهة المعرقلة لإتمام المصالحة، وهو موقف لا يحتاج إلى أى تعليق إضافى». وحول موقف السلطة الفلسطينية مما يبدو تراجعا أمريكيا من قضية الاستيطان قال أبومازن إن «الأمريكيين أعلنوا فى القاهرة ضرورة الوقف الكامل للاستيطان، ونحن مصرون على ذلك»، مشيرا إلى أن ما عرض عليه فى نيويورك كان وقفا مؤقتا للاستيطان تستثنى منه القدس والمبانى الحكومية و2500 وحدة، وهو ما «رفضته السلطة بوضوح»، على حد قوله. وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية قال عباس «وافقنا على الورقة المصرية التى جاءتنا من الوزير عمر سليمان دون أى تعديل حرصا على الوحدة الوطنية وتقديرا وثقة فى الجهود المصرية، لكننا فوجئنا برفض حماس لها متذرعين بتقرير جولدستون، مما يعنى أن تقرير جولدستون لم يكن سوى ذريعة للتعطيل». وأضاف «نحن نرفض أى تعديل على الورقة المصرية، والكرة الآن فى ملعب حماس، التى تعرفون أن أمرها ليس بيدها وتعرفون من يقف وراءها». واكد أن «المصالحة شىء مقدس، ولا نستطيع أن نتوقف عن المضى قدما لتحقيقها، ومع ذلك لا يمكن أن نترك الأبواب مفتوحة على مصراعيها إلى ما لا نهاية». وحول موقف السلطة الفلسطينية من تقرير «جولدستون» قال أبومازن «طلبنا إعادة طرح الموضوع ونجحنا بعد نقاشات عديدة فى تمريره بموافقة 25 دولة والقضية الآن فى الأممالمتحدة». وحول المخاوف من إثارة غضب الولاياتالمتحدة وإسرائيل بسبب هذا التقرير قال أبومازن «نحن نتحدث عن تقرير دولى يتعلق بحقوق الإنسان». من جانبه قال نائب السفير الأمريكى فى الأممالمتحدة اليخاندرو وولف إن الولاياتالمتحدة ستستخدم حق النقض «الفيتو» فى حال صدور قرار من مجلس الأمن بشأن التقرير الذى أعدته لجنة مكونة من ثلاثة أعضاء بقيادة القاضى الجنوب أفريقى ريتشارد جولدستون. وأضاف وولف ردا على سؤال حول استخدام الولاياتالمتحدة للفيتو حوالى 40 مرة لصالح إسرائيل، وتأثير ذلك على دورها كوسيط فى عملية السلام، «لو أصرت الدول العربية وتم إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن تقرير جولدستون، سنستخدم الفيتو للمرة ال 41»، مشيرا إلى أن «الولاياتالمتحدة لم تختر أن تكون وسيطا فى عملية السلام، بل تقوم بذلك بناء على طلب أطراف الصراع، الذين يثقون بها وبدورها». وتابع وولف، فى لقاء بنيويورك مع 150 صحفياً من العالم يشاركون فى برنامج ادوارد مورو للصحفيين، إن «التقرير منحاز ضد إسرائيل، ونحن نأخذ الاتهامات الموجودة فيه على محمل الجد، وندعو الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى للتحقيق فيه»، معربا عن اعتقاده بأن «إسرائيل لديها المؤسسات التى تكفل لها إجراء هذا التحقيق، فى الوقت الذى لا تمتلك فيه حماس هذه المؤسسات». إلى ذلك ذكرت تقارير إخبارية بأن مصر أمهلت حركة حماس 24 ساعة، من المفترض أنها انتهت أمس، لاتخاذ قرار أخير بشأن المصالحة الفلسطينية والموافقة بشكل نهائى على الورقة المصرية دون إبداء أى تحفظات ودون طلب مزيد من الوقت للتشاور بشأنها.