ما هذه الفجوة الكبرى التى تبعدنا عن بعضنا البعض؟ وهل فهم ديننا صعب جداً علينا أم أن عقولنا تجمدت وتحجرت حتى أصبح من الصعب علينا استيعابه ونقاشه؟! أحزننى ما بدر من شيخ الأزهر فى معالجة أمر تلميذة الصف الابتدائى المنتقبة عندما هاجمها وهى فى مثل هذه السن الصغيرة.. كان يجب أن يحتويها ويفهمها بمنتهى الهدوء ربما بابتسامة أب لابنته ويقدم لها وجهة نظر الدين فى ذلك! أيضاً أحزننى ما بدر من الصحفية الكبيرة إقبال بركة عندما هاجمت النقاب فى برنامج «البيت بيتك» منذ أسبوع، وقالت على الملأ «ما هذا الزى الحقير؟» والكلام عائد على النقاب.. وعندما حاول الأستاذ تامر أمين أن يعالج ما قالته على الهواء، ويفهمها أننا لا نريد أن نهين من شأن المنتقبات، لأننا أيضاً لا نريد أن يهينوا المتبرجات، ولأن حرية الرأى مكفولة للجميع، خصوصاً الإعلاميين الذين من المفروض أن يكونوا قدوة، وأن يكونوا الأهدأ فى ردود أفعالهم، فالأستاذة الكبيرة أضافت أنها عندما ترى المنتقبات فى الشارع تخاف وتبتعد بعيداً، فقد يكونون رجالاً أو حاملين أى سلاح أو أدوات حادة! إن المنتقبات مثلهن مثل أى شخص عادى، فإن كن يفضلن ذلك الزى فلهن ما يشاءون ما لم يضررن أحداً. ويظل السؤال: هل لم يمر شيخ الأزهر فى يوم من الأيام على فصل به تلميذة ترتدى النقاب داخل الفصل؟ فالمنتقبات يعشن معنا طيلة حياتهن، لماذا فى ذلك التوقيت بالذات الهجوم على الحجاب والنقاب؟ هل كل ما يحدث أمور مرتبة من قبل؟ وهل مصر مستهدفة؟ أم أنها صدفة؟ أنا لست منتقبة حتى لا يُقال إننى أدافع عن مثيلاتى، ولكنى مؤمنة بحرية الرأى والتعبير وأيضاً مؤمنة أنك حر ما لم تضر أحداً.. وكل إنسان يجب علينا احترام معتقداته وآرائه! ختاماً.. أقول لكم علينا أن ننهى النقاش فى هذا الأمر، وأن نعمل عملاً إيجابياً يحمينا من أنفلونزا الخنازير أو يحمينا من تلوث مياه الرى والصرف الصحى، أو يحمينا من التيفود، أو يقينا من الطاعون، أو يحل أزمة المرور، أو نحل مشكلة التعليم فى مصر ونعرف جيداً مصير أجيالنا القادمة وغير ذلك الكثير، هل وجدنا الحل لكل هذه المشاكل، ولم نجد غير النقاب حتى نتكلم ونهاجم بعضنا البعض؟! إخوتى تذكروا أن فينا من الحلو الكثير والجميل.. فمصر حقاً جميلة، والأفضل أن نرى عيوبنا حتى نصلح من شأننا.. ولك الله يا مصر. بنت النوبة/ هالة نور