كثر الحديث هذه الأيام فى مسألة النقاب خاصة بعد زيارة فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الجامع الأزهر لأحد المعاهد الأزهرية بمدينة نصر ورؤيته لفتاة فى المرحلة الإعدادية ترتدى النقاب فأشار عليها بخلعه.. بعد هذه الواقعة أثير موضوع النقاب مرة أخرى ولى عدة ملاحظات أود طرحها. أولاً: أود أن أسجل هنا أننى مع الحجاب.. ويجب أن يعلم المسلمون والمسلمات أن النقاب أو الحجاب ليسا هما كل تعاليم الدين الإسلامى.. بل هما جزء بسيط فقط منها، وهناك الصلاة والزكاة والصوم والحج والصدق والإيثار.. الخ.. من تعاليم وقيم، والحجاب جزء منها وليس مرادفاً لجميع هذه القيم والتعاليم الإسلامية كلها.. إننى أنوه إلى أن الحجاب الذى نتمناه لكل مسلم ومسلمة هو الذى أشار إليه رب العزة والجلالة فى قوله تعالى فى سورة الأعراف «يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير. ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون». ثانياً: لابد أن يعرف المسلمون والمسلمات أن الإسلام لا يوجد به زى إسلامى معين.. بل هناك شروط معينة للزى يجب اشتراطها فيه منها أن يكون فضفاضا ولا يصف أو يشف، كما لابد أن يعرفوا أن النقاب ليس فرضا أتت به الشريعة الإسلامية! ثالثاً: هناك من الأخوات من ترتدى النقاب ليس اقتناعا منها به، بل طاعة لزوجها أو أبائها الذين يأمرونها بارتدائه!! ومنهن من ترتديه لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو نفسية بحتة!! رابعاً: أن يتم القبض على شبكة دعارة أو مجموعة مجرمين يرتدون النقاب ليس هذا دليلا دامغا على عيب فى النقاب بقدر ما هو دليل على عيب فى سلوك من يرتدينه!! خامساً: هناك ممن يرتدين النقاب من لا يفقهن شيئاً عن رأى الفقهاء فيه، بل لا يعلمن الكثير فى الدين الإسلامى، بل ومنهن حين يدافعن عن ارتدائه يسئن إليه، لأنهن يدافعن عنه دون بينة أو علم أو برهان مبين!! سادساً: يجب على من يرتدين النقاب أن يتفهمن وجهة النظر التى ترتاب فى النقاب خاصة الرؤية الأمنية له، حيث هناك من يندس مرتدياً النقاب ويقوم بأعمال إجرامية ومنافية للآداب مستغلاً النقاب، لذلك أدعوهن إلى قبول الكشف عن وجوههن دون خجل إذا ما طلب منهن ذلك!.. سابعاً: ارتداء النقاب أو خلعه حرية شخصية، ويجب ألا نتعامل مع من ترتديه بدرجة من الشك والريبة أكثر ممن لا ترتديه، وهذا ما طالبت به الدكتورة صهباء المنتقبة فى برنامج عرض أخيراً بقناة المحور وكانت الدكتورة صهباء خير مثال على المنتقبات المجتهدات المثقفات. ثامناً: مع عدم الميل إلى النقاب فإننا أيضاً يجب علينا أن ننتقد أصحاب السفور والتبرج خارج وداخل الحرم الجامعى، فقد صارت الجامعة بسفورهن مسرحاً لعروض الأزياء، وليس مكاناً ننهل منه العلم والثقافة والقيم الأخلاقية القويمة!! عثمان محمود مكاوى - ديروط