بعد الوعود الكثيرة التى سمعناها عن التطوير المنشود الذى سنراه فى قطاع السكك الحديدية المصرية، وبعد الزيادات التى ارتضينا بها فى أسعار تذاكر السفر، فى سبيل النهوض بمرفق السكك الحديدية، للأسف الشديد الحال أصبح أسوأ مما كان، والأمثلة هى: دورات المياه فى جميع العربات بمختلف الدرجات غير صالحة للاستخدام الآدمى، وأتحدى مسؤولاً واحداً يعاين حال دورات المياه بصورة مفاجئة بدون سابق إعلان ليعاين الوضع المأساوى. ولا تتم أى صيانات للعربات على الإطلاق فى ورش الصيانة. جميع النوافذ غير نظيفة، وببعضها الطبقة الخارجية من الزجاج مهشمة، بالإضافة إلى أن الأرفف التى توضع بها حقائب المسافرين لا يتم تنظيفها. الستائر التى كانت موضوعة على نوافذ العربات، بغرض حجب ضوء الشمس الذى يصيب العين بالعديد من الأمراض، تمت إزالتها بالكامل لأسباب غير معروفة، هل أزيلت أم تمت سرقتها؟ محطات السكك الحديدية خالية تماماً من أى بيانات تفيد أماكن قيام القطارات، كثير من الركاب فشلوا فى اللحاق بقطاراتهم لعدم معرفتهم بمكان الرصيف الذى سيقوم منه القطار، هل يعقل فى محطة القاهرة أن تتم معرفة مكان قيام القطار عن طريقة ورقة صغيرة مكتوب عليها بخط ردىء جداً ومثبتة على نافذة مكتب الاستعلامات الوحيد بالمحطة مكان قيام القطارات؟ فى كثير من الأحيان يحدث تضارب بين المكتوب وما يتم الإعلان عنه فى الإذاعة الداخلية غير واضحة البيانات، أما فى الإسكندرية فلا يوجد مثل ذلك! أما كان من الأجدى الاهتمام بهذا الأمر عوضاً عن المحال التى يتم إنشاؤها دون أدنى داع! أجهزة التكييف تعمل فى بعض الأحيان وفى أحيان أخرى كثيرة لا تعمل! أعمال النظافة بداخل القطارات التى تغادر محطة الإسكندرية -مثلاً- تتم قبل قيام القطار ببضع دقائق فى وجود الركاب وباستخدام آلات تنظيف مثيرة للأتربة والعربات مغلقة، مما يسبب العديد من الأمراض! هذا بعض من كثير، وأمام هذا الوضع المتردى من الخدمة، وبعد أن طال انتظارنا لتنفيذ الوعود البراقة، وقراءتنا فى الصحف لملايين الدولارات التى يتم صرفها على قطاع السكك الحديدية دون أى تقدم ملحوظ، أرى -وأنا جاد فيما أقول- ضرورة إسناد عمليات التطوير والصيانة فى قطاع السكك الحديدية إلى إحدى الجهات السيادية، نحن أصبحنا فى أشد الاحتياج إلى الضبط والربط، والثواب والعقاب، والتمييز بين الجد والهزل، وبالأكثر إلى الضمير الحى.. فمتى نستيقظ؟! د.مينا بديع عبدالملك رئيس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية