لماذا يشوب العلاقة بين المواطن والحكومة التوتر.. الحكومة تنفض عن نفسها أى مسؤولية، والمواطن ينتقدها على طول الخط، حتى لو أحسنت الأداء يقابلها على الدوام بنقد.. وفى المقابل يواجه بالتصريحات المستفزة من بعض المسؤولين.. كل شىء تمام والشعب على أحسن ما يرام.. لماذا هذا التنافر دائماً، الذى لا يصب بالطبع فى مصلحة الوطن؟.. هل هى لعبة القط والفأر بحيث يظلان يجريان وراء بعضهما؟.. بالتأكيد لا توجد حكومات على مستوى العالم كله تستطيع أن ترضى شعبها، ولا يوجد شعب على وجه الأرض يرضى عن حكومته، لأن إرضاء جميع البشر أمر مستحيل، نظراً لاختلاف الثقافة والبيئة ونسبة التعليم والوعى والإدراك من شخص لآخر فى الوطن الواحد، بل فى الأسرة الواحدة أيضاً، فلا يستطيع رب أسرة أن يرضى أولاده جميعهم، والأولاد أنفسهم يشعرون دائماً بأن هذا الأخ أو هذه الأخت مميزة عنهم، فما بالنا بعدة ملايين من البشر طبقاً لتعداد سكان كل دولة يحكمهم عدد معين من الأشخاص يطلق عليهم الحكومة، وطبعاً يختلف أداء كل حكومة عن غيرها سواء بالسلب أو الإيجاب!! إذن يجب إذابة جبل الجليد بين الحكومة والشعب.. فنحن جميعاً فى مركب واحد، إذا نجا المركب نجا الجميع، وإذا غرق غرق الجميع.. والحل الوحيد أن يتكاتف الجميع شعباً وحكومة من أجل الخروج من هذا المأزق الخطير.. ولكننى أعتقد أن الكرة فى ملعب الحكومة!! عليها أن تبدأ بالمصالحة مع الشعب من خلال الشفافية فى عرض كل شىء، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله، الذى يبدأ بالرشوة والواسطة والمحسوبية.. يجب أن تختفى جملة «إنت ما تعرفش أنا مين؟» و«أنا ابن مين؟» من قاموس اللغة المصرية.. يجب أن يكون الجميع سواء أمام القانون.. لقد أسعدنى حقاً الحكم الصادر فى حق هشام طلعت، ليس تشفياً لا سمح الله، لكن تقديراً واحتراماً للقضاء المصرى الشامخ، الذى كانت عيناه معصوبتين عند نظر القضية، بحيث لم ير فى هشام طلعت غير أنه مواطن عادى متهم فى قضية تحريض على القتل، بصرف النظر عن ماله وجاهه ونفوذه، وأرى أن هذا هو من أحد الأسباب التى تعيد للمواطن المصرى ثقته فى الحكومة. وعن نفسى أصرح بصفتى مواطنة مصرية تعشق وطنها، وتتمنى أن يكون أفضل الأوطان، بأننى أسعد كثيراً عندما أقرأ عن قضايا فتح ملفات الفساد ومحاولة إصلاح ما أفسده هؤلاء فى حق مصر، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الملقبة بالمرأة الحديدية، التى هربت منذ 25 عاماً بعد أن نهبت ثروات البلاد، وأتمنى أن تنال العقوبة العادلة لما اقترفته فى حق هذا الوطن، حتى تكون عبرة لمن يعتبر، ولكل من تسول له نفسه أن يفعل مثلها.. وقد يكون فى مثل هذا عربون المحبة ووصل الود، الذى انقطع زمناً بين الحكومة والمواطن.. وعلى الجانب الآخر يجب أن يكون هذا المواطن أيضاً على قدر المسؤولية بالعودة لسلوكيات غابت عن مجتمعنا كثيراً مثل المحافظة على النظام، وإتقان العمل، والمحافظة على المال العام، وحب الخير، وعدم إيذاء الآخرين، والبعد عن النفاق والرياء والرشوة، وأشياء كثيرة أخرى يجب أن يتكاتف المواطن مع الحكومة فيها لنخرج جميعاً من عنق الزجاجة. سلوى ياسين _ الإسماعيلية