وافق مجلس الأمن الدولى، أمس، على مناقشة محتوى تقرير لجنة تقصى الحقائق التابعة للأمم المتحدة، التى ترأسها القاضى الجنوب أفريقى «ريتشارد جولدستون»، لكنه حدد يوم الأربعاء، الموافق 14 أكتوبر الجارى، موعدا لجلسة المناقشة «الطارئة»، التى طلبت ليبيا أن تعقد اليوم الجمعة، لبحث التقرير الذى أدان الانتهاكات الإسرائيلية فى حرب غزة الأخيرة. واعتبر دبلوماسيون أن المجلس قدم موعد الاجتماع، بالقياس إلى أن المناقشة الشهرية للشرق الأوسط، التى كان مقررا أن تجرى يوم 20 أكتوبر، تم تبكيرها إلى يوم 14 أكتوبر، فى محاولة للوصول إلى «حل وسط» بين ليبيا، العضو العربى الوحيد فى المجلس حاليا، وسائر أعضاء ال14. وكان مقررا أن يجرى مجلس حقوق الإنسان التصويت اليوم على قرار يدين تقاعس إسرائيل عن التعاون مع لجنة التحقيق ويحيل التقرير إلى مجلس الأمن، قبل أن يتقدم المندوب الفلسطينى فى جنيف بطلب إرجاء التصويت، الأمر الذى أثار الرأى العام العربى والفلسطينى على السلطة الوطنية والرئيس محمود عباس (أبو مازن). وصرح نائب السفير الأمريكى أليخاندرو وولف، متحدثا عقب ساعتين من المناقشات الإجرائية للمجلس خلف أبواب مغلقة، بأن واشنطن لن تؤيد أى إجراء للمجلس تتمخض عنه مناقشة 14 أكتوبر، وقال للصحفيين «التقرير يجب أن يناقشه مجلس حقوق الإنسان والقرارات بشأن الخطوات التالية هى قرارات ستتخذ فى جنيف». ويوصى تقرير جولدستون بأن تجرى إسرائيل وحكومة «حماس» فى قطاع غزة تحقيقات بشأن جرائم الحرب، وإذا لم تفعلا ذلك خلال 6 أشهر، فيجب أن يحيل مجلس الأمن الأمر إلى المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذى أثار غضب إسرائيل ومن ورائها الولاياتالمتحدةالأمريكية ومجموعة الدول الأوروبية، فى حين علق السفير الليبى محمد عبدالرحمن شلقم بقوله إنه لا يريد إشراك المحكمة الجنائية الدولية، بل «ما نريده هو مناقشة مفتوحة حتى يدرك الناس والسياسيون أهمية هذا التقرير». على صعيد التطورات فى مدينة القدس، دعت اللجنة المركزية لحركة «فتح» إلى إضراب عام فى الأراضى الفلسطينية، احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية فى المدينة، وناشدت فى بيان «حشد كل طاقات شعبنا لإنجاح فعاليات يوم الجمعة والخروج بمظاهرات ومسيرات سلمية تعلن تمسك شعبنا بمقدساته وبالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة». وتشهد القدس منذ الأحد الماضى توترا بسبب تهديدات المستوطنين المتطرفين بدخول باحات الحرم الشريف للقيام بطقوس دينية فيه خلال عيدى «المظلة» و«العرش»، وتواصلت حتى أمس المواجهات ولكن بشكل محدود وهو ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين ورجال شرطة الاحتلال، فضلا عن اعتقال العشرات. وبينما سعى الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز لتهدئة الموقف بزعمه أن بلاده ستحافظ على جميع المواقع المقدسة فى القدس، وأنه من المحظور إجراء أى أعمال تنقيب تحت المواقع المقدسة، أقدمت إسرائيل على خطوة استفزازية جديدة بتدشين توسعات لمشروع سكنى استيطانى فى القدسالشرقية، ووفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست»، فإن المئات من اليهود شاركوا فى احتفالية صاخبة بجبل مبكر معبرين بالرقص والغناء عن بالغ بهجتهم بتدشين توسعات بمشروع «نوف زيون» السكنى فى القدسالشرقية وإضافة 105 وحدات سكنية لهذا المشروع. وفى الوقت الذى يزور فيه جورج ميتشل، المبعوث الأمريكى الخاص بالسلام فى الشرق الأوسط، المنطقة لعقد مباحثات مع مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين، قال أفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلى، إنه يعتزم إبلاغ ميتشل «بوضوح» بعدم وجود فرصة للتوصل لاتفاق سلام شامل مع الفلسطينيين لأعوام عديدة، وذلك قبل لقائه أبو مازن فى رام الله اليوم، فى إطار مسعاه لاستئناف «مبكر» للمفاوضات.