فضل الله سبحانه وتعالى أياماً على أيام وفضل أشخاصاً على أشخاص.. وفضل أماكن على أخرى ومن بين الأماكن التى فضلها الله سبحانه وتعالى الحرم القدسى، الذى يضم المسجد الأقصى الذى جاء ذكره فى أول سورة الإسراء ويضم أيضاً قبة الصخرة التى عرج منها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، والمسجد الأقصى سمى بهذا الاسم، بعد أن أنزل الله الآيات القرآنية فى سورة الإسراء وكان قبلها يعرف ببيت المقدس.. والمقصود هو المسجد الأبعد مقارنة بالحرم المكى والحرم النبوى وهو كما يعرف ولكن للتذكرة فقط أولى القبلتين.. والحرم القدسى مهم للمسلمين واليهود، وأهميته بالنسبة للمسلمين ولليهود أنهم يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى قد جمع فى هذا المكان التراب لخلق آدم.. ويعتقد اليهود المتدينون أن المعبد الثالث أو هيكل سليمان يجب أن يبنى فى هذا المكان وعلى هذا الاعتقاد بدأوا منذ سنوات فى عمل حفريات تهدد كيان المسجد الأقصى وتؤثر على أساساته.. وهيكل سليمان تسمية مسيحية أما التسمية اليهودية فهى (بيت همقداش) أو بيت المقدس أو المعبد، وهو معبد يهودى بنى فى القرن العاشر قبل الميلاد على يد النبى سليمان إتماماً لعمل أبيه النبى داود بأمر من الله ووضع فيه تابوت العهد والأحجار المنقوش عليها شريعة موسى وجعل المكان للعبادة.. ثم هدم الهيكل ثلاث مرات، أولاها على يد نبوخذ نصر ملك بابل، وهذا يفسر كراهية اليهود للعراقيين، وما حدث فى بداية الغزو الأمريكى للعراق من سرقة ونهب الكثير من الآثار هناك.. وبنى بعدها ثلاث مرات أخرى على يد «الملك هيرودوس» ملك اليهود ثم دمره الرومان ودمروا القدس بأسرها، هذا الكلام كان عام 70 م.. وبعد مرور أكثر من 1900 سنة عاد اليهود مرة أخرى إلى فكرة بناء الهيكل إذ تعتقد بعض الجماعات اليهودية أن إعادة بناء هيكل سليمان هو خطوة على طريق عودة يسوع المسيح وبداية معركة هرمجدون وهى كلمة من أصل عبرى هار- مجدون أو جبل مجدو والمقصود بها المعركة الفاصلة ما بين الخير والشر أو بين الله سبحانه وتعالى والشيطان تكون بعدها نهاية العالم.. وهضبة مجدو أو جبل مجدو موجود فى فلسطين على بعد 90 كيلو متراً شمال القدس وجنوب شرق مدينة حيفا.. ومعركة الهرمجدون عقيدة مسيحية يهودية مشتركة.. أما نحن المسلمين فنؤمن أيضاً بمعركة آخر الزمان التى تنتهى بانتصار المسلمين على الكفار. قد يبدو مقالى وكأنة قراءة فى التاريخ ولكن اشتعال الأحداث فى المسجد الأقصى جدد المواجع والمخاوف، وصرخات القائمين على المسجد الأقصى لا تجد فى العالم العربى إلا تصريحات منددة فقط.. وبما أن التاريخ سيحاسبنا على صمتنا فقد آليت على نفسى أن أتكلم وهذا أضعف الإيمان. [email protected]