وصف أعضاء لجنة الصحة فى مجلس الشعب، الرى بمياه المجارى غير المعالجة ب«الكارثة القومية»، وشنوا هجوماً على الحكومة بسبب عدم حضور الوزراء لاجتماع اللجنة الذى عُقد أمس، لمناقشة هذه الأزمة. وبينما وجه النواب الشكر ل«المصرى اليوم» لكشفها هذه الأزمة فى حملة صحفية استغرقت أسابيع، أثبتت خلالها رى آلاف الأفدنة بمياه المجارى، انتقدوا ما وصفوه ب«تغليب المواءمات السياسية» على الصالح العام، بعدما تردد حول قيام رئيس الوزراء بتأجيل عملية إزالة هذه الزراعات لما بعد انتخابات الرئاسة. وقال النائب شيرين فؤاد إن الكل مسؤول عن تلك «الكارثة القومية». وأوضح النائب أن عدم وجود تشريع يمنع استخدام مياه الصرف الصحى فى الزراعة، ساعد على تفاقم الأزمة، لافتاً إلى أن نسبة المعادن الثقيلة الموجودة فى الزراعات بسبب الرى ب«المجارى» تتسبب فى الإصابة بالفشل الكلوى والكبدى وضمور فى الأعصاب وخلايا المخ وعيوب خلقية للأجنة وإجهاض للحوامل. وتساءل فؤاد عن سبب تعطل إصدار قانون سلامة الغذاء الذى سيطمئن الجميع أن الغذاء الذى يتناولونه سليم، منتقداً عدم حضور أى وزير للاجتماع، وقال: «كيف لا يهتم الوزراء بالموضوع الذى اهتم به الرئيس مبارك شخصياً». وأضاف اللواء سعد الجمال، رئيس لجنة الشؤون العربية، أن الرى بمياه المجارى يتسبب فى تدمير الأراضى الطينية. وكشف الجمال أن ترعة الصف التى تغذى آلاف الأفدنة بمياه الصرف الصحى، كانت مستخدمة فى الأساس لرى الزراعات الشجرية، ولكن تم استخدامها فى رى باقى الزراعات. ووجه النائب الدكتور جمال الزينى الشكر ل«المصرى اليوم» بعد تفجيرها الموضوع، وقال إن عدم حضور الوزراء للاجتماع أمر لا يمكن السكوت عليه. وطالب النائب مجدى علام بسرعة إصدار تشريع يمنع الزراعة بمياه الصرف الصحى. وانتقد الدكتور حمدى السيد، رئيس لجنة الصحة، عدم تعاون الوزارات مع بعضها لحل المشكلة، وقال: «الكل يعمل فى واد منعزل، وسيتسببون فى موتنا بالفشل الكلوى أو الكبدى».