كلما حل بنا يوم 15 مايو تذكرنا مأساة الشعب الفلسطينى التى بدأت منذ عام 1917 بوعد بلفور، ثم تجسدت فى 15 مايو ،1948 وتدمى قلوبنا، وتدمع عيوننا، ونمصمص شفاهنا، ونقلب الأكف، ونقرع الصدور على مصير هذا الشعب البائس، الذى قاده حظه العثر ليكون مصيره فى أيدى قوى تبحث عن مصالحها، وقوى أخرى لا حول لها ولا قوة، وحتى التى لها الحول والقوة كافحت حتى الدم ولم يشفع لها ذلك حين كلت من الغم والحرب، وقررت أن تنتهج السياسة سبيلاً لتصل لمآربها، خاصة بعد تخلى الشعب الفلسطينى نفسه عنها فى حربها السلمية بحثاً عن الأرض والسلام، وانجر ولا يزال بعضه ينجر وراء شعارات جوفاء يرددها رجال أصحاب حناجر وليسوا أصحاب أفعال!! ونحن فى غمرة الأسى ننسى أن فى نفس التاريخ منذ تسعة وثلاثين عاماً قام الرئيس السادات بما أطلق عليه «ثورة التصحيح» حيث تخفف ظاهرياً من رجال سماهم مراكز القوى، حين نفذ لهم مخططهم بقبوله استقالاتهم، وأكمل عليهم باعتقالهم، فبدا فى نظر الشعب أنه باحث عن الديمقراطية حيث اجتهد الرئيس السادات فى تصويرهم وكأنهم طغاة.. وفى الوقت نفسه استطاع الضغط -بهذه الفعلة- على الاتحاد السوفيتى، فاغتنم منه معاهدة الصداقة والتعاون التى طالما جف لعاب الرئيس ناصر طامعاً فى توقيعها مع السوفيت لتقوية موقفه داخلياً وخارجياً، خاصة فى ظل صراعه مع إسرائيل، واستطاع السادات أيضاً بثورته تلك أن يقنع أمريكا بأنه الأقوى! حيث كانت توقعاتها بزوال حكمه فى غضون أسابيع من توليه الرئاسة، كما أقنعها أيضاً بأنه محايد بين السوفيت وبينهم، وغير ميال للحرب، وهكذا ارتبك الأمريكيون نتيجة خطوات وتصرفات الرئيس السادات! وأخيراً.. وبعد تقادم السنوات نتساءل: هل فى يومنا هذا علينا أن نتذكر النكبة أم الثورة؟، أنا شخصياً أميل لأن أتذكر الاثنتين لآخذ منهما العبر أملاً فى وجود من يقوم بنفس تلك الثورة ويطيح بمراكز القوى الحالية.. واللى انتم عارفينها.. مش كده ولا إيه؟! مينا ملاك عازر [email protected]