هل جربت أن تكون ساخرًا ؟ طبعا مش سخرية المصريين اللى يبدو أنها راحت خلاص ودلوقتى بيعضوا على صوابع الندم اللى ما بتقولش آه من زمان.. والسخرية أن ترى الأشياء بعين مختلفة عما يراه الآخرون.. وده طبيعى، لو كان نظرك ضعيف وكلنا نظرنا ضعيف لأننا ما بناكلش جزر، والجزر غالى مع إن بشايره هلت.. بس برضه مش بطريقة الكوباية الفاضية والكوباية المليانة، لأن أصلا مفيش كوباية وبنشرب من بُق الإزازة. خلينا ندخل فى الموضوع ونتكلم مباشرة عن عم الكتابة الساخرة الساحرة عمنا الأستاذ جلال عامر، اللى منور صفحة الرأى عندنا فى «المصرى اليوم» بعد ما زار كل الصفحات مرة جوه، ومرة بره، ومرة فى النص، لغاية ما ربنا كرمه ولقى مكان وهاتك يا سخرية ونقد وكله فى المليان. بجد مش ممكن تبدأ يومك من غير ما تقرا مقاله.. بس بعد ما تقراه تلاقى نفسك طاير ومش عايز تقرا لحد تانى، خصوصا صفحة الرأى اللى فيها مقال العبد لله اللى المفروض إن كل الكُتّاب بيكتبوا فيها مقالات تعبر عن رأى «الأمة» طبعا مش حزب «الأمة» سابقا بتاع الصباحى - الله يرحمه - وتريد هذه المقالات «إصلاح» الوطن.. طبعا عند بتاع الكاوتش، قال إيه يا سيدى الوطن اتخرم وعاوز بنطة لحام. وتنشد «التغيير».. طبعا تغيير جلدة الحنفية فى بلد كل حاجة فيه بتخُر، وتطلع لسانها لصفحات الرأى فى الجرايد التانية لأنها صفحة «جامدة» وكتابها جامدين.. بس نعمل إيه عم جلال يبدو إنه هيطفش مننا القراء. زميلنا العزيز الأستاذ جمال الدين حسين اتصل بى وقال: «حرام تحطوا جلال عامر فى الصفحة دى»، قلت له: يا أستاذ جمال متخافش على الصفحة دى أصلها متغذية كويس.. رد عليا وقال: «جلال عامر بيخليك طاير من الفرح، ومش عاوز تقرا لأى حد تانى .. والنبى تغيروا مكانه وترجعوه جوه فى صفحته الأولانية علشان نعرف نقرا لبقية الزملا اللى بيكتبوا». عمنا جلال عامر له قدرة عجيبة على النقد وتوليد الجُمل وربط الأحداث والأسماء والأشياء، وأى حاجة، فعندما أراد أن ينتقد الاسم الطويل جدا لمركز معلومات مجلس الوزراء والتقارير التى تصدر عنه قال: «من الأسماء الطويلة (رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة)، وأيضاً مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء.. وإذا كان الأول فيلم (هنيدى)، فالثانى فيلم هندى، فهو الذى أصدر فى مارس تقريراً بأن 81% من المصريين سعداء، وفى أبريل أصدر تقريراً بأن 71% من المصريين راضون عن أداء الحكومة، وفى مايو ننتظر تقريراً بأن 61% من المصريين مليونيرات، ليختلط دعم القرار بدعم الخبز، ويضيق الفارق بين من يتعاطى التقارير ومن يتعاطى الصنف». وعندما أراد أيضًا أن ينتقد تعريب الطب وإهمال سيناء وكل الوزراء قال فى جملة واحدة: «طبياً، لا أعرف الفرق بين تغريب القلب وتعريب الطب، ولا بين فيروس (سى) وفيتامين (سى) غير أن الأول يوجد فى فص الكبد والثانى يوجد فى فص البرتقال وربما نهتم ب(ابن سينا)، لأنه ليس أحد أبناء سيناء، ولا أعرف اسم المعجون الذى يستعمله السادة الوزراء ويمنحهم ابتسامة الموناليزا». جلال عامر .. يعطينا يوميا جرعة من المتعة الحلال بتخاريفه الحريفة اللاذعة القوية.. اللى عاملة زى حقنة الفيتامين تلسعك ولكن تظبطك.. صباح الفل يا عم جلال [email protected]