كان فرويد تلميذا متفوقا دائما، احتل المرتبة الأولى فى صفه، عند التخرج التحق بمدرسة الطب ولكنه مكث بها ثمانى سنوات لكى ينهى الدراسة التى تستغرق عادة أربع سنوات لانشغاله بكثير من الاهتمامات خارج مجال الطب ولم يشغله أن يصبح طبيبا ولكنه رأى فى دراسة الطب طريقا للتعمق فى البحث العلمى. وكان أمل فرويد أن يصبح عالما فى التشريح لكن دفعته حاجته إلى المال إلى الممارسة الإكلينيكية الخاصة كمتخصص فى الأعصاب عام 1881. وفى عام 1880 تعرف على جوزيف بروير وهو من أبرز أطباء فيينا الذى اعجب بطريقته لعلاج الهستيريا وهى طريقة التفريغ التى يستخدم فيها الإيحاء التنويمى فى معالجة مرضاه لتذكر أحداث لم يستطيعوا تذكرها فى اليقظة مما يساعد المرضى على الشفاء عن طريق (التنفيس) عن الكبت، وفى عام 1881 حصل على الدكتوراه وعمل فى معمل إرنست بروك وفى عام1882 عمل فى مستشفى فيينا الرئيسى ثم سافر إلى باريس ودرس فى جامعة سالبتريير مع طبيب نفسى فرنسى مشهور هو «جين شاركوه» الذى كان يستخدم التنويم المغناطيسى فى علاجه للهستيريا وقد تعلم من «شاركوه» أنه من الممكن علاج الهستيريا كاضطراب نفسى و ليس كاضطراب عضوى. اعتبر فرويد أن أساس المشكلات التى يعانى منها أحد مرضاه جنسى ومنذ ذلك الحين عمد إلى الالتفات إلى إمكانية أن تكون المشكلات الجنسية سببا فى الاضطراب الذى يعانى منه المريض. وفى عام 1886 عاد إلى فيينا وطبق ما تعلمه من «شاركوه». وفرويد مولود فى مثل هذا اليوم (6مايو) من عام 1856 فى مورافيا (حاليا التشيك) وفيما يتعلق بتفسيره الجنسى للمرض النفسى فقد واصل فرويد أبحاثه بالرغم من مهاجمة معارضيه، وبالفعل كشفت له أبحاثه دور الغريزة الجنسية للهستيريا، أما طريقة التداعى فهى تتلخص فى أن يطلق المريض العنان لأفكاره لتسترسل من تلقاء نفسها دون قيد أو شرط، فيتكلم بأى شىء يخطر بباله دون إخفاء تفاصيل مهما كانت تافهة أو مؤلمة أو معيبة. وكشفت له هذه الطريقة الكثير من الحقائق، وكون فرويد نظريته فى الكبت التى يعتبرها حجر الأساس فى بناء التحليل النفسى. وقد توصل فرويد إلى أن الكبت هو صراع بين رغبتين متضادتين وأن دور الطبيب النفسانى هو مساعدة المريض لكى يواجه الصراع الذى فشل فى حله سابقا،ً وفيما يتعلق بالضمائر النفسية فقد رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هى الهو، والأنا، والأنا الأعلى، وأن الشخصية هى محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة وقد توفى فى لندن فى 23 سبتمبر 1939 عن عمر 83 سنة.