فوجئ السيناريست عاطف بشاى بتغيير بعض المشاهد التى كتبها فى الحلقات الأخيرة من مسلسل «تاجر السعادة» أو عدم تصويرها من الأساس، رغم موافقة الرقابة عليها، وعبر عن استيائه من لجوء مخرجة العمل شيرين عادل إلى تلك الطريقة كنوع من الذعر من الرقابة على حد وصفه. وكشف بشاى ل «المصرى اليوم» عن المشاهد التى عدلتها مخرجة المسلسل ومنها مشهد بين الشيخ مصباح الذى يتضامن مع صديقه كرولس، ويصطحبه إلى الكنيسة ليتحدث مع القس عن ضرورة حصوله على ترخيص بالزواج الثانى، بينما يستاء القس من وجود الشيخ مصباح، لأنه مسلم، وحديثه عن أن الزواج رحمة واتهامه للكنيسة بتعذيب المسيحيين بهذه الطريقة، وقال: رغم موافقة الرقابة ومرور السيناريو دون اعتراضها على هذا المشهد، أيضا عدم تمثيل الكنيسة أى سلطة علىّ سواء كانت موافقة أو معترضة، فوجئت بأن المشهد لم يصور ولم يعرض ضمن الأحداث، كما لم يتم الرجوع إلىّ أو إبلاغى بتلك الحذوفات. أضاف بشاى: أيضا هناك مشاهد لفادية عبد الغنى التى تقدم دور ممثلة ممن تحجبن واعتزلن فبدأن يكفرن الفن والعاملين فيه، حيث يفترض المشهد أن يقنع الشيخ مصباح فادية بالاعتزال، ويتحدث عن الفن وأنه سبب الأزمات النفسية التى تمر بها، وفى مشهد لاحق تصبح أسيرة له وتقرر الحجاب والزواج منه، بعد حدوث توافق عاطفى كبير معه، إلا أننى فوجئت بأن المشهد تم تخفيفه من الاعتزال والابتعاد عن الفن نهائيا إلى تقديمها أدواراً تتناسب مع حجابها، أيضاً لم تصور المخرجة مشهداً آخر يفترض أن تجلس فيه فادية فى «قعدة ستات» لتفتى هى الأخرى فى أمور الدين وتحرم الفن. مشاهد أخرى يصفها بشاى بأنها من المشاهد المهمة التى لم تصورها مخرجة العمل وحذفتها، منها مشاهد للشيخ مصباح، وهو لا يزال يمارس الدجل بعد خروجه من المعتقل، حيث يتم استقطابه ليصبح داعية فى الفضائيات، فتبلغ الصحفية عنه الشرطة، ليقبض عليه للمرة الثانية، ويخرج مجدداً وحوله «شلة» يخطب فيهم ويخبرهم بأن خطوته المقبلة هى تأسيس حزب سياسى يرسخ للعدالة الاجتماعية، ويدعم توفير حقوق المواطن الأساسية كالخبز، وأيضاً إذابة الفوارق الاجتماعية. ووصف بشاى هذه الحذوفات والتلاعبات فى السيناريو بأنها تقليص لحرية الإبداع على يد صانعى الأعمال الدرامية، وأنه رغم النجاح الذى حققه العمل، فإنه حزين لما حدث، وقال: إذا كان العمل يقاوم الفساد والخرافة، فإنه هو نفسه شهد تراجعاً وقيداً على الحرية والجرأة التى أتيحت له، فقد كان دائماً ما يتردد هو أن المشكلة التى تواجه أى عمل هى الرقابة والمتلقى، لكن قوى المصادرة المتمثلة فى الرقابة أكثر تسامحاً. لكن المشكلة الأصعب هى صناع العمل نفسه الذين باتوا يمارسون الرقابة الذاتية على أعمالهم كنوع من الذعر من الرقابة والجهات العليا، وهذا يعكس الازدواجية والرجعية السلفية التى نعيشها كما يؤدى إلى تخلف الدراما.