فازت المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا على وزير الثقافة فاروق حسنى، لترأس واحدة من أهم المنظمات الثقافية العالمية «اليونسكو».. ولابد لنا من لحظة تأمل لدراسة الأسباب الحقيقية وراء خسارة موقع كانت مصر العربية الأفريقية هى الأقرب والأحق به ولكنه ذهب فى الجولة الأخيرة إلى «إيرينا بوكوفا» البلغارية الأوروبية.. وهذه هى المرة الثانية التى يخسر فيها مرشح عربى انتخابات رئاسة اليونسكو فى أقل من أربعة أعوام.. فقد سبق أن ترشح لنفس المنصب الدكتور المثقف الوزير السعودى الغازى القصيبى، ولكنه هو الآخر منى بهزيمة ثقيلة!! وأعتقد أن العيب ليس بالمرشحين العربيين، فكلاهما على درجة عالية من الكفاءة والمقدرة، ولكن العيب كل العيب فى الأنظمة العربية والأفريقية، التى لم ترق إلى مستوى فن إدارة العمليات الانتخابية على الساحة الدولية وسط ظروف وملابسات دولية معقدة وقضايا سياسية متشابكة!!.. ورغم الجهد الخارق الذى بذلته مصر لإنجاح ممثلها، فإن مصر وحدها لم تكن تستطيع أن تملك كل مفاتيح اللعبة، وكل العوامل المؤثرة فى القرارات الدولية، وكان لابد من لوبى عربى أفريقى لمواجهة اللوبى الإسرائيلى المدعوم أمريكياً، الذى لعب الدور الأكبر لإسقاط السيد فاروق حسنى وتشويه صورته واتهامه بمعاداة السامية كما ساعدته فى ذلك بعض الأقلام الأمريكية والأوروبية، التى كتبت تقول إن فاروق حسنى ينتمى إلى أنظمة تفتقر إلى الحد الأدنى من الديمقراطية والحريات العامة، وينخرها الفساد، وتطبق سياسات تعادى الثقافة والإبداع، وتعادى التطور والانفتاح على الثقافات الحديثة والمتقدمة!! وفى النهاية لابد أن نعترف بأن معركة اليونسكو هذه ونتائجها المؤلمة هى رسالة واضحة للدول والأنظمة العربية والأفريقية، كى تفيق من غفوتها وتتعلم كيفية التعرف على نقاط القوة والضعف لديها واستخدامها فى إدارة الصراعات والأزمات الدولية بشكل عام والحملات الانتخابية بشكل خاص. د.هانى عبدالخالق -أستاذ إدارة الأعمال- كندا [email protected]