التقى طاقما التفاوض الفلسطينى والإسرائيلى فى نيويورك، بهدف التمهيد لاستئناف المفاوضات رفيعة المستوى، لأول مرة منذ تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، فيما سادت الأوساط السياسية المعنية بعملية السلام حالة من التشاؤم بعد القمة الثلاثية التى لم تسفر سوى عن جدول لاجتماعات منخفضة المستوى، مقابل نبرة تفاؤل محدودة عبرت عنها اللجنة الرباعية الدولية، التى رحبت بلقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) ونتنياهو على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، باعتبارها «خطوة مهمة» نحو إطلاق المفاوضات الثنائية المباشرة. وأكد الرباعى الدولى، الذى يضم الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة وروسيا، أن لقاء القادة الثلاثة يأتى كجزء من حل شامل للصراع العربى-الإسرائيلى، على أساس قرارات مجلس الأمن، وفى مقدمتها، القراران (242) و(338)، وجدد رباعى السلام دعوته لإسرائيل بتجميد أعمال البناء فى مستوطنات الضفة الغربية، وحث فى بيان حكومة إسرائيل على تجميد جميع الأنشطة الاستيطانية، بما فى ذلك النمو الطبيعى والامتناع عن الأعمال «الاستفزازية فى القدسالشرقية». فى المقابل، انتقد آرون ميللر، الخبير السياسى الأمريكى ومستشار الرئيس الأسبق بيل كلنتون، ما وصفه ب «كثرة اللقاءات والمفاوضات والمبادرات» بين الطرفين، وقال ل «المصرى اليوم» إنها دفعت الناس لعدم الإيمان بقدرة المفاوضات على تحقيق نتائج، وإلى جانب هجوم ميللر على أوباما، وتأكيده أنه لا يملك أفكارا واضحة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، انتقد بشدة كلا من نتنياهو وأبومازن، وقال إنهما سجناء لسياسات وأيديولوجيات تبعدهما عن حل الصراع، وأضاف أن الفجوة بينهما كبيرة للغاية فى كل القضايا، ولا يوجد ما يتفقان عليه. وجاء انتقاد ميللر ل«كثرة» المبادرات واللقاءات تزامنا مع مطالبة كل من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجبهة الشعبية للرئيس الفلسطينى بوقف أى لقاءات أو مفاوضات مع إسرائيل، لاسيما بعد القمة الثلاثية فى نيويورك، وقالت «حماس»، فى بيان، إن القمة الثلاثية بين أوباما وعباس ونتنياهو قبل يومين أظهرت أن الأخير «هو المنتصر والمستفيد الأكبر من هذه القمة بثباته على مواقفه ومطالبه وتحقيقه كل ما يريد من مواصلة الاستيطان». وأضافت حماس «أن عباس وفريق أوسلو هم الخاسر الأكبر حيث قدموا للعدو الصهيونى صكوك غفران عن كل جرائمه ومجازره ضد الإنسانية»، على حد وصفها، معتبرة أن دعوة أوباما إلى مفاوضات ثنائية فى المستقبل القريب «تأتى تراجعا عن دعوته السابقة لمفاوضات شاملة على المسارات جميعاً مع الدول العربية المعنية». بدورها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تراجع الموقف الأمريكى عن تعهداته المعلنة بالوقف «التام» للاستيطان والاكتفاء ب «تجميده»، «أطاح بمصالح العرب وكرامتهم خلافا لما جاء فى خطاب أوباما بجامعة القاهرة».