سواء اتفقت أو اختلفت مع سياسة باراك أوباما كرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، لن تستطيع إنكار جاذبيته الإنسانية، حتى المظاهرات الأخيرة التى قامت قبل أيام أمام البيت الأبيض لم تكن إلا احتجاجاً على الإجراءات التى اتخذها على الصعيد الاقتصادى، ولا يكاد يمر أسبوع حتى تُظهِر استطلاعات الرأى الأمريكى أن نسبة التأييد لأوباما مرتفعة وبشكل مستقر فى حين أن استطلاعات الموافقة على القرارات الاقتصادية أظهرت انخفاضاً حيث بلغت 42% بدلاً من 45%، وانطلاقاً من مبدأ أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية أصدر الكاتب والمحلل السياسى ديك موريس بمشاركة زوجته إلين ملجان كتاب «catastrophe» النكبة الذى يدعو فيه الشعب الأمريكى لضرورة استعادة بلادهم من يد الرئيس أوباما قبل أن يحول الولاياتالمتحدة إلى دولة اشتراكية. اشتهر ديك موريس بكونه جمهورى التوجه ومع ذلك كانت لديه قدرة كبيرة على عقد صفقات الوفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبهذه الموهبة عمل كمستشار سياسى للرئيس الأسبق بيل كلينتون على مدار 20 عاماً منذ بدأ كلينتون حملته ليصبح حاكم ولاية أركنساس، حتى بعد وصوله للبيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة كان موريس من أهم مستشاريه وحلقة الوصل بينه وبين الجمهوريين، ومع هذه القدرات يرى موريس أن سياسات أوباما لا تسمح بأى تفاوض ولا صفقات ويرى ضرورة منعه قبل تنفيذ أفكاره فى نقل تجربة أوروبا الاشتراكية فى الولاياتالمتحدة التى طالما عاشت وازدهرت تحت مظلة الرأسمالية. يقول الكتاب إن قرارات أوباما منذ لحظة جلوسه على المكتب البيضاوى من شأنها زيادة دور الحكومة فى المجال الاقتصادى ودخولها كشريك فى عملية الإنتاج، حيث قام بتحويل رؤوس الأموال المودعة فى البنوك إلى أصول حكومية وبدأ فى التدخل فى صناعة السيارات وفرض ضرائب جديدة على أصحاب الأعمال، وهذه القرارات من شأنها زيادة النسبة التى تحصل عليها الحكومة من الأرباح، لكن الكارثة أن مثل هذه الإجراءات ستجعل شركات القطاع الخاص تهرب، ويؤكد موريس أن ما يفعله أوباما بمثابة الحرب على ازدهار الرأسمالية الأمريكية وسيأتى اليوم الذى تتحكم فيه واشنطن فى رواتب الشعب الأمريكى. الكارثة كما يصفها ديك موريس أن كل الشعارات التى رفعها أوباما حول تحفيز الاقتصاد للخروج من حالة الركود هدفها الخفى التوسع فى النفقات الحكومية وأن أوباما لم يعد يتصرف بمفرده لكنه اجتذب كذلك أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ ومعظمهم من الديمقراطيين بعد أن لاحظوا مدى ما يمكن تحقيقه من مصالح خاصة وهو ما يعيد للأذهان ما طرحته الكاتبة ميشيل مالكين فى كتابها الأخير «ثقافة الفساد» بأن عصر الرئيس أوباما هو بداية المحسوبية فى الولاياتالمتحدة. تأليف : ديك موريس وإلين ملجان عدد الصفحات : 384 الناشر : هاربر