تولى العمل بمؤسسة الأبرار، التى تمثل كبرى مؤسسات العمل الخيرى فى بريطانيا على الإطلاق بعد المجمع الإسلامى العالمى. فرغم انتمائه للشيعة إلا أن الشيخ حسن التريكى، يحمل هموم الجالية الإسلامية فى لندن فوق كتفيه منذ سنوات طويلة، فهو مسؤول الشؤون الثقافية بمؤسسة الأبرار، التى نشأت فى بداية السبعينيات من القرن الماضى، وتخصصت فى معالجة شؤون الجالية على امتدادها، فى محاولة لحل المشاكل التى تعترضها، بداية من المشاكل الأسرية ووصولا للمشاكل المذهبية والطائفية التى انتشرت فى العديد من الأقطار. التقينا الشيخ التريكى بلندن لنتعرف منه على أشد هموم الجالية الإسلامية بلندن، التى لخصها فى المشاكل المذهبية والطائفية والتفكك العائلى. يقول الشيخ التريكى: لا توجد حرية مطلقة فى العالم وما يقال إن لندن عاصمة الحريات غير صحيح على إطلاقه، والدليل على ذلك وضع الإسلاميين، وما يتعرضون له بعد أحداث 11 سبتمبر ولذلك نحاول أن نحافظ على تماسك الجالية الإسلامية بلندن من خلال تقديم خدمات عينية للجالية، الهدف منها الحفاظ على تماسك الجالية. إقامة غرف مشتركة للعمل بين السنة والشيعة أهم أولويات وأهداف الشيخ التريكى ومؤسسته، التى نشأت برأس مال وقيادات شيعية جعلت أهم أهدافها محاولة إقامة علاقة مشتركة بين أبناء الجالية بعضهم البعض وفتح قنوات تواصل وطرح رؤى وأفكار تقريبية بين المذهبين. ووجه التريكى النقد واللوم لبعض المجموعات التى قال عنها إنها تكفيرية ومدعومة من بعض الجهات الأمنية المشبوهة التابعة لبعض الدول، التى رفض أن يسميها، مضيفا أن هذه المجموعات رغم قلة أعدادها إلا أنه يتم استخدامها لإثارة الفتنة وتعميق الهوة، وأنها مراقبة ومرصودة من قبل المرجعيات الدينية الشيعية للحد من تأثيرها وسيطرتها وتنفيذ مخططها الداعى لإحداث فتنة بين قطبى الأمة. وأكد، أن كثيرًا من الدول العربية تحارب فكرة التقريب بين المذاهب الإسلامية وتلعب على الورقة الطائفية والمذهبية وكما يحدث ذلك من قبل علماء شيعة يحدث أيضا من قبل علماء سنة موجودين فى جميع البقاع العربية. ونفى أن يكون هناك تشيع فى العالم الإسلامى السنى، وتحدى من يؤكد وجود هذا التشيع أن يذكر أسماء المراكز التى تقوم بحركة التشيع أو يذكر عدد المتشيعين، معتبرا محاولات البعض لتشيع السنى أو تسنن الشيعى حجراً على العقل الإنسانى المؤهل للاختيار الفقهى والاجتهادى. كما نفى أن يكون هناك تشيع داخل مصر تحديدا واعتبر أن ما يقال فى هذا الشأن يحمل استهزاء بالعقل. وأكد أن المرجعيات الفقهية حرمت قتال المسلمين على أساس مذهبى أو طائفى، مؤكدا أن 90% من القتلى فى العراق من الشيعة بما يؤكد عكس من يدعون أن الشيعة هم من يقومون بمجازر ضد السنة. مشيرا إلى أن عدد «الانتحاريين» بلغ 6 آلاف فى العراق أو يزيد لا يوجد ضمنهم شيعى واحد، وعدد القتلى من الأمريكان أقل بكثير من عدد هؤلاء الانتحاريين. وانتقد التريكى ما وصفه بالإعلام الطائفى الذى يتواجد فى أغلب الأقطار العربية والإسلامية محملا الأنظمة العربية مسؤولية هذا الإعلام وتسببه فى الفتنة بين السنة والشيعة. وهاجم بعض «المتطرفين» من أبناء حركة حماس الذين يصفون الشيعة بالكفرة، مؤكدا أن موقف بعض أبناء الحركة ليس معناه أن أبناء الحركة جميعا مقتنعون بذلك أو مؤمنون به، مؤكدا دعم الشيعة لكل الفلسطينيين، لأنهم إخوة فى الدين ويجب مناصرتهم لأنهم أصحاب عقيدة واحدة. وأكد احترامه الشديد لجماعة الإخوان وبرر أن الشيعة فى بريطانيا دائما ما يختارون رموزا دينية كإبراهيم منير، القيادى بالجماعة، المقيم بالمملكة المتحدة، ليست لخلفيته السياسية وإنما لخلفيته الدينية وللإجماع الكبير على شخصه وعطائه للإسلام.