مضى شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران، هذه السوق العظيمة التى قامت ثم انفضت، وقد ربح فيها من ربح وخسر فيها من خسر، وصدق على بن أبى طالب عندما قال: ليت شعرى! من المقبول فأهنيه، ومن المحروم فأعزيه! وبالتأكيد لا يستوى من قام حتى تورمت قدماه يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، ومن قام حتى تورمت عيناه بمتابعة عشرات المسلسلات كانت تذاع خلال الشهر الفضيل، كان شهر رمضان فرصة عظيمة تنافس فيها أهل الخير لإطعام الطعام والعطف على الفقراء والأيتام، فكانت موائد الرحمن، وتواصل الأغنياء مع الفقراء الذين تذوقوا طعم اللحم وقد حرموا منه طوال العام.. لقد أردت بهذه الكلمة أن أؤكد أن رب رمضان هو رب باقى العام.. وعلامة قبول الطاعة فى رمضان هو الاستمرار عليها بعده، وكما قيل علامة قبول الحسنة، الحسنة بعدها.. واسأل الله ألا ننتكس بعد رمضان، وألا تقسو قلوبنا وتسود بالمعاصى مرة ثانية، فنكون ممن هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم، نريد أن نخرج من رمضان بأخلاق الشهر الفضيل، فنتحل بالصبر والحلم والجود والكرم والرحمة وغيرها من الصفات الجميلة والأخلاق الحسنة تحقيقاً لقول النبى صلى الله عليه وسلم، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وينبغى أن نعلم أن العبادات التى يقبلها الله هى التى تؤدى إلى حسن الخلق وتزكية النفوس، فيقول المولى عز وجل «إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر» ويقول «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها» فينبغى على المتدينين بحق أن يتمسكوا بالأخلاق الرفيعة حتى يتقبل الله منهم، نسأل الله القبول والثبات. مهندس/ على درويش الهرم - الجيزة