منذ خمس سنوات بدأ ياسين إسماعيل ياسين وأحمد الإبيارى فى الإعداد لمسلسل يحكى قصة حياة إسماعيل ياسين، ورشحا فى ذلك الوقت أشرف عبدالباقى لتجسيد الدور، بصفته الأقرب فى الشبه والملامح من ياسين، لكن المشروع توقف لمدة أربع سنوات حتى تحمست له إحدى شركات الإنتاج التى رشحت أيضا أشرف عبدالباقى وبدأ التصوير فى يناير الماضى. أشرف عبدالباقى أكد سعادته بتجسيد شخصية إسماعيل ياسين، كما أكد أن ياسين تعرض للظلم فى حياته وتمنى ألا يظلمه الناس بعد وفاته. ■ لماذا تعطل تصوير «أبوضحكة جنان» طوال السنوات الخمس الماضية؟ - منذ 5 سنوات عرض علىّ المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين والمؤلف أحمد الإبيارى تجسيد الشخصية، وكانت مجرد فكرة أبديت موافقة مبدئية عليها لكن مشكلات إنتاجية عطلت التصوير طوال تلك المدة، ثم انتقل السيناريو بين أكثر من شركة إنتاج حتى استقر لدى المنتج صادق الصباح وأمير شوقى اللذين سبق وتعاملت معهما فى «راجل وست ستات» لذلك تحمست أكثر للعمل قبل تصويره بعام كامل، وبعد ذلك بدأنا التحضير ثم صورنا أول مشاهده فى يناير. ■ بخلاف مشكلات الإنتاج هناك صعوبات أخرى تتعلق بمضمون العمل؟ - المشكلة التى واجهتنا فى البداية أن معرفتنا ب«إسماعيل ياسين» تقتصر على أعماله الفنية والشخصيات التى قدمها على الشاشة، ولا يوجد منا من شاهده فى الحقيقة، ولا نعرف هل هذه هى شخصيته الحقيقية أم لا لذلك حرصت على التعرف عليه عن قرب من خلال سماع 30 حلقة إذاعية سجلها بصوته واحتوت تلك الحلقات على اعترافات مهمة منها نومه فى المسجد وتعرضه للضرب ومعاناته فى طفولته، وأعتقد أننى درست قصة حياة إسماعيل ياسين بالتفصيل لدرجة أننى من الممكن «أعمل كتاب عنه». ■ وهل لديك مستندات أخرى لحقيقة حياته بخلاف تلك الحلقات الإذاعية؟ - نعم .. نمتلك القصة الحقيقية بخط يد أبوالسعودالإبيارى، لأنه صاغها لإسماعيل ياسين قبل أن يسجلها فى الإذاعة، وكل هذه التسجيلات يملكها أحمد الإبيارى المؤلف وهى موجودة، وبخلاف ذلك اعتمدت على 12 لقاء إذاعياً وحصلت على كنز يضم صوره الشخصية مرتديا فيها ملابس المنزل، وهذه الصور حصلنا عليها من عائلة إسماعيل ياسين ومن عائلة أبوالسعود الإبيارى، وأفيشات المسرحيات ومجموعة كتابات عن أفلامه، بالإضافة إلى 340 منولوجا، ومن أصل 422 فيلما حصلنا على 81 فيلما، كما أنه شارك فى 51 مسرحية لا توجد منها إلا مسرحية واحدة والباقى تم تسجيل مباريات كرة قدم على شرائطها، وبعد اطلاعى على كل هذه المصادر بدأت أرسم الخطوط العريضة للشخصية، وعرفت أن أول شخص تأثر به هو جدته لأنها كانت تصطحبه دائما إلى المقابر وتعدد «يالهوتى يا خرابى، يا عمتى» وهذا هو تأصيل الشخصية وأيضا أصل طريقة إضحاك إسماعيل ياسين للجمهور. ■ لكن ملامحك بعيدة عن ملامح إسماعيل ياسين الأصلية؟ - كان من الممكن أن أضع ماسك كامل للشخصية لكن هذا يستغرق 8 ساعات يوميا، وسبق أن وضعت ماسكاً مشابهاً لذلك عندما جسدت شخصية الجد فى مسلسل «راجل وست ستات» لكن لم أستطع أن أصور بهذا الماسك إلا 4 أيام فقط وشعرت بعدها بالإرهاق الشديد لذلك رفضت أن أكرر التجربة، كما أن أحمد زكى عندما جسد شخصية طه حسين لم تكن ملامحه مشابهة إلى حد كبير طه حسين لكنه نجح، والمهم أن يقتنع الجمهور بالشخصية لأن الجمهور يعلم جيدا أننى أشرف عبدالباقى، وبالرغم من ذلك استغرق وضع المكياج 3 ساعات يوميا، وكنت أحلق شعرى ولحيتى بالموس يوميا ثم أضع زيت الزيتون لمدة ساعة على فروة رأسى حتى لا تتأثر بالمواد التى توضع عليها خاصة لأن الشخصية مرت بثلاث مراحل رئيسية: الأولى شعره كاملا، الثانية بدأ شعره يخف من المنتصف، والثالثة أصبح أصلع» لذلك استغنيت عن شعرى لمدة 7 أشهر. ■ لماذا استعنت بماكيير لبنانى رغم وجود ماكييرات مصريين متميزين؟ - لا أنكر أن مصر بها عدد كبير من الماكيرات المتميزين لكنهم مشغولون بأكثر من عمل فى وقت واحد ويستعينون بمساعدين ويقتصر دورهم فى النهاية على الإشراف، لذلك استعنت بماكيير لبنانى أثق فى قدراته جيداً كما أنه لفت انتباهى جيدا من خلال مسلسل «الملك فاروق» فحصلت على رقم هاتفه واتصلت به ثم استعنت به فى شخصية الجد التى جسدتها فى «راجل وست ستات» وعندما قررنا تصوير «إسماعيل ياسين» رشحته للمخرج والمنتج وتم الاتفاق معه، وبالرغم من ذلك كان مصدر إزعاج بالنسبة لى لأنه بين كل مشهد وآخر كنت أجده ينظر فى وجهى ثم يصطحبنى إلى غرفة المكياج لمدة ربع ساعة على الأقل لتصليح المكياج. ■ عدم ظهورك فى الحلقات الخمس الأولى جعل البعض يشعر بالمط والتطويل؟ - كان لابد أن نظهر مدى المعاناة التى تعرض لها إسماعيل فى بداية حياته، وكان من الممكن أن نبدأ به عندما يكبر فى السن لكن هناك مجموعة تساؤلات كثيرة كنا سنواجهها عن سبب سفره للقاهرة ولماذا ترك السويس وتفاصيل أخرى كثيرة. ■ أشيع أيضا حذف بعض انحرافات إسماعيل ياسين من المسلسل؟ - لا يوجد مصدر يؤكد أن حياة إسماعيل ياسين بها انحرافات، وللعلم توجد لدينا أحداث تصور 60 حلقة دون مط أو تطويل لذلك تم اختصارها فى الأحداث. ■ فى بداية الحلقات ظهر إسماعيل ياسين بالطريقة التى يتحدث بها فى الأفلام وكما سمعنا أنه كان جادا جدا فى حياته؟ - إسماعيل ياسين كان طبيعيا جدا فى حياته وشرح ذلك فى برنامج إذاعى، وقال لا يصلح أن أضحك عندما يقول لى البواب صباح الخير والطبيعى جدا أن أرد عليه بصباح النور لأن الضحك لا يصلح فى جميع الأوقات. ■ ورد بالمسلسل حصول إسماعيل ياسين على 10 جنيهات كأجر فى إحدى الحفلات، فى حين أن أجره فى الشهر من مسرح بديعة 8 جنيهات فقط.. ألا تتفق معى على أن هناك تناقضا واضحا؟ - لا تنسى أن هذا الحفل لباشا ثرى جدا لذلك لا تستغرب من الأسعار، فعندما حصل إسماعيل ياسين على 7 آلاف جنيه كأجر فى فيلم فإنه يوازى حاليا 10 ملايين جنيه. ■ وهل بالفعل كانت هناك محاولات لتقديم أغنيات إسماعيل ياسين بصوتك؟ - هذه الفكرة كانت مستبعدة تماما لعدة أسباب، أولا إسماعيل ياسين يمتلك صوتا جميلا ومتميزا، ومن المستحيل أن نصل لنغمة الصوت وخفة الدم التى يغنى بها إسماعيل ياسين. ■ وهل تدربت على الأداء الحركى لمونولوجات إسماعيل ياسين؟ - بالتأكيد كنت أقوم بتشغيل منولوجات إسماعيل ياسين واخفض صوت التليفزيون وأظل أعيدها أكثر من مرة، وكنت فى البداية أستمع إلى أكثر من 300 منولوج ثم اخترنا منها 18 وقمت بوضعها على cd وبدأت أستمع لها طوال الوقت. ■ وهل هناك مشاهد شعرت بصعوبتها دراميا أثناء التصوير؟ - كل مشاهد النهاية كانت صعبة جدا، وأعظم عظة أخذتها من قصة حياة إسماعيل ياسين، أن الفن «مش دايم» لأنه بعد كل هذا النجاح وصل إلى مرحلة تكاتف خلالها الأعداء ضده.