قال خبراء فى قطاع الاتصالات إن وقف العروض المتوالية لشركات الهاتف المحمول يضر بإيرادتها، خاصة أنها بدأت تعول على هذه العروض فى الحفاظ على إيراداتها بعد دخول السوق مراحل التشبع فى جذب المشتركين، مطالبين بترك العمل لآليات السوق الحرة طالما لم تؤثر هذه العروض على جودة الخدمات وحقوق المستخدم. قال عمرو موسى، الخبير فى مجال الاتصالات إن شركات المحمول بدأت تعمل بنموذج مختلف يعتمد على طرح العروض التى تشجع على التحدث وزيادة استخدام الشبكات، بعد أن وصلت سوق المحمول أولى محطات التشبع. وأوضح موسى أن الشركات باتت تعول على هذا النموذج للحفاظ على إيراداتها، مشيرا إلى أن ذلك التوجه تسبب فى مأزق للشركة المصرية للاتصالات، خاصة أن سعر الدقيقة فى المحمول أصبح يقترب من سعر الدقيقة فى التليفون الثابت، بل ويقل عنها فى بعض العروض، الأمر الذى خلق مشكلة تنافسية واضحة، حيث لم تستطع الشركة المصرية للاتصالات مواجهة مثل هذه العروض التى خطفت نسبة غير قليلة من مستخدمى الثابت وحولتهم إلى المحمول بشكل ملحوظ. وتوقع موسى أن تعرض وزارة الاتصالات لمشكلة إذا أوقفت عروض المحمول، خاصة أنها باتت تشكل منفذا مهما للشركات لتحقيق أرباح والحفاظ على معدلات نموها، فضلا عن أن تجميد هذه العروض سيحد من انتشار كثافة المحمول. وطالب موسى بضرورة ترك العمل فى قطاع الاتصالات لآلية السوق الحرة دون تدخل فى تسعير الخدمات أو طرح العروض طالما أن ذلك لا يؤثر على جودة الخدمات وحقوق المستخدم. وقال سمير نجيب، مدير عام التسويق فى الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول «موبينيل» إن الشركة لا تطرح عروضا إلا بعد موافقة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، مشيرا إلى أن هذه العروض تستهدف تشجيع المشتركين على التحدث دون التأثير على جودة الخدمات. وتأتى عروض المحمول المتوالية فى الوقت الذى تحاول فيه «المصرية للاتصالات» الحفاظ على معدلات استخدام شبكتها، خاصة بعد تراجع تعريفة المحمول بشكل ملحوظ على مدار الأعوام الثلاث الماضية. وسبق أن تقدمت الشركة المصرية للاتصالات بمذكرة إلى جهاز تنظيم الاتصالات فى مارس الماضى، تشكو فيها عروض المحمول التى وصلت بسعر الدقيقة لمستويات تقترب من تعريفة الأرضى. وقال أحمد العطيفى، خبير الاتصالات إن عروض المحمول تمثل ضغوطا إضافية على المصرية للاتصالات، غير أنه استبعد طرح الشركات خدماتها بأقل من سعر التكلفة، موضحاً أن مرحلة التشبع التى بدأت فى سوق المحمول تدفع الشركات إلى التنافس بقوة فى طرح العروض للفوز بأكبر عدد من المستخدمين المرتقبين.