فى أفلام المخرج الراحل «حسن الإمام» التى تضمنت مشاهد لثورة 1919 وهى بالمناسبة حقيقية وليست ملفقة، كنا نرى فى هذه المظاهرات رجال الدين المسيحيين والمسلمين يخرجون وهم يهتفون «يحيا الهلال مع الصليب» كتعبير عن هذا التلاحم الوطنى فى اللحظات الحرجة التى تمر بها مصر، ليس هذا فحسب ولكننا دائما نرى اللقطة المعتادة فى المناسبات الرسمية وفى خطابات رؤساء الجمهورية التى تجمع بين شيخ الأزهر جالساً بجانب بابا الكنيسة وكأنما النظام يقول لنا «كله تمام ومفيش مشاكل» بين الأقباط والمسلمين، ومثلما رفعت ثورة 1919 شعار «يحيا الهلال مع الصليب» فإن ضباط ثورة يوليو حرصوا أيضاً على إبراز هذه المعادلة تأكيداً أن ثورة يوليو توجه بها الضباط لمصر فى عمومها أقباطها ومسلميها لإضفاء مباركة دينية على الصورة، وفى الصورة التى نشرت فى المصور 18 سبتمبر 1953، نرى البكباشى «أنور السادات» يتوسط راعى كنيسة الروم والشيخ «جاد المولى سليمان» مفتش المساجد فى الاحتفال بعيد رأس السنة القبطية تأكيداً على هذا المعنى.