شيخ الأزهر: ليس من حقى منع أحد من الحج.. وإذا قررت «الصحة» ذلك سنقول لها سمعًا وطاعة

«ليس من حقى منع أحد من مغادرة البلاد لقضاء فريضة الحج، ومن يفتى فى ذلك وزارة الصحة، ونحن من جانبنا سنقول لها سمعا وطاعة».. بهذه الكلمات حسم الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، موقف الأزهر الشريف من أداء أو إلغاء فريضة الحج هذا العام بسبب أنفلونزا الخنازير، موضحا أن الأزهر الشريف مؤسسة من مؤسسات الدولة، شأنه فى ذلك شأن وزارتى الصحة والتربية والتعليم وكل المصالح الحكومية، لأنه - أى الأزهر - يتقاضى ميزانيته من الدولة.
وانتقد طنطاوى خلال حفل الإفطار السنوى لنادى روتارى القاهرة أمس الأول فتوى الجمعية الشرعية بمنع الاعتكاف فى المساجد، وقال: «الاعتكاف سنة ومن أراد أن يعتكف فهو حر وله الثواب عند الله، ولا شىء فى ذلك، وأنا سبق لى الاعتكاف ولم يكن هناك تجمع وإنما كنت أعتكف وحدى يعنى لا معى ولا حولى.. فلماذا نمنع الاعتكاف؟».
وحول رأيه فى قضية الحجاب، قال: «لا أستطيع أن أفتى بعد قول الله تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)». ولفت إلى أن العلماء أجمعوا على أن ما ظهر منها هو الوجه والكفان، ولا يمكن القول إن السفور حلال، وإنما نقول إن الذى يحاسب العباد هو الله، والعقوبة لا يعلمها إلا هو.
وعن فوضى الفتاوى، شدد شيخ الأزهر على أنه لا يستطيع تكميم أفواه الناس أو مطالبتهم بالتوقف عن الفتوى والحديث فى الدين، مشيرا إلى أن القضاء وحده من يملك ذلك، ودور الأزهر التصحيح لمن يخطئ. وأضاف: لو حاولنا منع الناس من الكلام فى الإفتاء «هيقولوا كهنوت ودى حرية رأى ومش عارف إيه».
وقال: إن الأزهر ليس فى حاجة لإنشاء قناة دينية مستقلة. وتساءل: «لماذا ننشئ قناة والدولة لديها وزارة اسمها وزارة الإعلام؟». وأضاف: «طيب ما نلغى وزارة الإعلام، وكل هيئة أو وزارة تنشئ قناة، ويبقى عندنا قناة الأزهر، وقناة الصحة، وقناة التعليم.. وهكذا»، كما أن إنشاء القناة سيتطلب مبالغ مالية ضخمة، ونحن مؤسسة تتقاضى ميزانيتها من الدولة، ولا يمكن أن نخالف قوانينها.
وأكد طنطاوى أن كل من يحمل الجنسية المصرية فهو مصرى بغض النظر عن دينه أو معتقده، والكل يتساوى فى الحقوق والواجبات لا فرق بين مسلم ومسيحى. وأضاف: «هذا هو معنى المواطنة الذى أعرفه، وعلينا أن نتكاتف ونتبادل المحبة لأن ذلك من شأن العقلاء».