شوف الزهور واتعلم، عندما يستضيفون فناناً للحديث فى السياسة فإنه لا يفرق بين «معاناة الفن» و«فن المعاناة»، فهناك فرق بين من يأخذ البطلة على «صدره» ومن يأخذ الفقر على «حجره»، وليس صحيحاً أن «الأشاعرة» هم كتاب الأغانى و«المعتزلة» هم لاعبو الكرة، والجهل له ناس عارفينه وعارفهم وإن ماتت الناس يقعد لخلايفهم، وثقافة الجهل جعلت لا فرق بين «الشاشة» التى يتابعها الحى و«القطنة» التى يأخذها الميت، وأنا والعذاب وهواك عايشين لبعضينا.. وقد عاش المطرب «محمد المسلوب» قرناً ونصف القرن (150) سنة دون أن يتحدث فى السياسة، وظل يغنى من أيام المماليك حتى أيام سيد درويش، ولو أراد التليفزيون أن ينتج قصة حياته سوف يحتاج إلى منحة تفرغ، وعندما سألوه: لماذا تعيش؟ قال: حتى أسمع الأعاجيب فالذى يعيش ياما يشوف والذى يموت يشوف أكتر وإذا كان اندهاشى محجوزاً للمحافظ الذى أصدر قراراً سرياً بألا تدخل امرأة مبنى المحافظة إلا ومعها «محرم» فإن إعجابى محجوز لسيدة أعمال من مصر الجديدة جمعت الأموال ولم تهرب رغم أن المطار بجوار منزلها لكنها أعلنت «موتها»، وأقامت جنازة وهمية لتسقط عنها القضايا، ولو الزمن أخر فراقنا دقيقة واحدة كان يجرى إيه؟ فعظمة هذا النظام ليست فى بناء الكبارى والمبانى ولكن فى بناء كرامة الإنسان، فعندما تولى سيادته كان «هريدى» شاباً مقاتلاً أصبح الآن بفضل الطوارئ حطام امرأة اسمها فى البطاقة «هريدى» وأمام الضابط «فوزية».. واختفت الطبقة الوسطى والطول العادى فأصبحنا إما أقزاماً «واحد متر» لهم عنق كتكوت أو عمالقة «ثلاثة متر» لهم رقبة زرافة وفك أسد وبطن حوت لكن أكيد بكرة أفضل من النهارده ليس فقط لأنه إجازة بل لأن حماتى ماشية من بيتى فهى مقيمة عندى من أيام المطرب «محمد المسلوب».. قل يا رب. [email protected]