وجدت نفسى دائمًا فى حالة تعجب من الأسلوب البعيد عن الثقافة الرياضية فى كثير من الأحيان بعدم الاعتراف أو التصريح بأن الفرق التى تتعادل أو تفوز على أندية القمة لها أى دور أو تميز أو جهد فى تحقيق هذه النتيجة، إنما دائمًا يكون الكلام عن الخلل أو الظروف السيئة لفرق القمة عندما تخسر، وينهال النقد على المدربين والجهاز الفنى واللاعبين والحكام ومجالس الإدارات، وكأن هناك تقاليد جديدة للرياضة لا يعلم عنها العالم شيئًا (يا أكسب يا بلاش) وإذا لم أكسب لازم يكون العيب عندى، ولا نعترف أبدًا بتفوق الفرق الأخرى التى تجيد فتتعادل أو تكسب وكأنها لا يجوز لها هذا الاختراق لأن الرياضة فى مصر تم احتكار نتائجها، على سبيل الحصر، لفرق بذاتها. لم أسمع تصريحًا واحدًا من أحد المنافسين يشيد بأداء المنافس الآخر الفائز، ويشكر أداءه بل دائمًا الخلل عندى وليس التفوق من عنده. لماذا لا نريد أن نتعامل بالروح الرياضية.. قارنوا بين ما يحدث عندنا عقب المباريات، وما يحدث بين المنافسين فى البطولات العالمية عندما يخرج علينا المهزوم، فى بطولة ويمبلدون على سبيل المثال، مشيدًا بأداء الفائز، ومعترفًا بأنه لعب أحسن منه واكتملت عنده كل العناصر ليستحق الفوز بالبطولة أو بالمباراة، وطبيعى أن يحتوى جزء من هذه الإشادة على مجاملة ولباقة يتبادلها الأبطال بالطريقة نفسها وكأنه اتفاق ضمنى أو تربية رياضية منذ الصغر، بالإضافة إلى وجود القدوة دائمًا من الأجيال السابقة التى يتعلم منها الأجيال اللاحقة. رأيت ذلك دائمًا ودون استثناء خلال مشوارى الرياضى الطويل بجميع دول العالم، لم أسمع تصريحًا بعد أى مباراة فى أى لعبة فردية أو جماعية فى خارج مصر للفريق الخاسر يقول إن المنافس كسبنى علشان أنا مجهد أو يشرح ظروفه السيئة أو أن الحكم سيئ. إن الرياضة مكسبها ليس حكرًا على أحد بل إن نجاح الرياضة يزداد بحجم الإثارة الذى يتحقق من خلال المنافسة وقدرة أى فريق على المكسب، وعلينا أن نعترف دائمًا بتفوق الآخر عند فوزه وألا يكون دائمًا الخلل عند الفريق الخاسر. يجب ألا نتجاهل فرقًا لكرة القدم لاعبوها لديهم الروح القتالية فى الملعب، وتجتهد إدارة هذه الفرق وتتطور فى مستواها، ولديها جمهور عدده متواضع لا يستطيع منافسة جمهور الأهلى والزمالك. أخشى ما أخشاه أن نرى جميعًا أن الرياضة فى مصر هى أهلى وزمالك فى منافسات محلية أو إقليمية وما عدا ذلك تحابيش رياضة، وإن بعدنا عن الثقافة الرياضية سنجنى ثمارها السيئة، وعندما تنظم مصر بطولة يتسابق جمهورها فى المباريات التى تكون مصر أحد طرفيها وما عدا ذلك لا إقبال جماهيريًا، لو استمر ذلك فإن فرصتنا فى استضافة كأس العالم أو دورة أوليمبية تصبح ضعيفة للغاية. يا رب يكون كلامى ده كله خطأ.. يا رب.