50 يوما قضاها عامل من الإسماعيلية فى البحث عن ابنه المفقود فى جميع أنحاء الجمهورية، عاد من عمله ليكتشف اختفاءه من منزله فى «منشية الشهداء»، لم يخلع ملابسه التى تحمل «أتربة ورمالا وبقايا دهان وألوان»، خرج يبحث عن طفله «ابراهيم» 8 سنوات، أمسك فى يده بصورة كارنيه التأمين الصحى الذى تعتليه صورة حديثة للطفل، وتنقل ما بين شوارع وحارات وميادين الإسماعيلية الرئيسية، يستوقف المارة، يسألهم وهو يشير إلى صورة ابنه: «شوفت الطفل ده فى أى مكان».. وبعد التدقيق فى صورة الكارنيه تأتيه الإجابة بالنفى. الأب السيد حسين البرنس، لم ييأس، وواصل البحث عن ابنه، وفى مديرية أمن الإسماعيلية حرر محضرا باختفاء ابنه، نصحه الأصدقاء والأهل والجيران بإبلاغ الشرطة، تخوفا من أن يكون الطفل خطف، حيث ترددت شائعات عن سرقة أعضاء الأطفال، أخبروه أن الشرطة، سوف تعيد الطفل فى اقل من 48 ساعة، ولكن ساعات طويلة فاتت، وأيام مرت، والنتيجة «لا أحد يعرف مكان الطفل». قرر الأب الحزين البحث عن ابنه بنفسه، ومن الإسماعيلية إلى القاهرة، أمسك بالصورة فى يديه، ومحضر الشرطة الذى حصل على صورة ضوئية منه فى اليد الثانية، ترك شقيقين للطفل المختفى مع والدته وأشقائه، وتنقل على قدمه وداخل الميكروباصات، قطع مسافات طويلة فى الأحياء والميادين والشوارع الكبرى بحثا عن الطفل، دون جدوى.. لجأ السيد البرنس ل«المصرى اليوم»، وروى التفاصيل فى السطور التالية: قال: أعيش فى منشية الشهداء بمحافظة الإسماعيلية، انفصلت عن زوجتى التى تركت لى 3 أطفال صغار، وظيفتى عامل مبان، يوم أرفع رمالا، ويوم أساعد فى البناء، وأى مبلغ مالى أتقاضاه نعيش به والحمد لله، خرجت من منزلى يوم 17 يوليو الماضى، ذهبت للعمل، وتركت أطفالى فى المنزل، وأثناء انشغالى فى العمل، راودنى شعور بالضيق، لا أعرف سببا له، قلت فى نفسى ربما أرهقنى العمل، أو تعبت من ارتفاع درجة حرارة الجو، ولكنى عندما عدت إلى المنزل، أدركت السبب الحقيقى، قلبى كان يحدثنى عن مصيبة حلت بى، بمجرد عودتى للمنزل، اكتشفت اختفاء ابنى إبراهيم 8 سنوات، جلست إلى إخوته، وسألتهم أين شقيقكما، اخبرانى انه خرج مع صديق لى، خرجت لأبحث عن صديقى، ربما اصطحبه لشراء أى شىء له، ولكنى اكتشفت انه اختفى هو الآخر، بحثت فى كل مكان، لا أحد يعرف أين ذهبا، ولم يراهما أحد، عدت للمنزل وأنا لا اعرف ماذا افعل، اصطحبت الطفلين إلى أمى، تركتهما لديها، وواصلت البحث، لم أخلع ملابس العمل الملوثة بأتربة ورمال المبانى التى اعمل فيها، وحتى صباح اليوم التالى ولم تتوقف قدماى عن البحث عنه فى كل الشوارع والميادين والحارات بالإسماعيلية. أضاف: أولاد الحلال أخبرونى أنه على الذهاب إلى قسم الشرطة، وتحرير محضر بتغيبه، تخوفا من أن تكون عصابات خطف الأطفال التى تترد شائعات عنهم، قاموا باختطافه، وداخل مديرية أمن الإسماعيلية حررت المحضر، ولكن الشرطة لم تفعل شيئاً، أو تبحث عن ابنى، وتعيده إلى أحضانى، نمت فى الشوارع من التعب، تغمض عينى لحظات، ثم افتحها على صورته فى كارنيه التأمين الصحى الخاص به، وفى الشوارع كنت امسك بالكارنيه، واستوقف المارة، أى شخص أراه، استوقفه واسأله هل رأيت هذا الطفل، وبعد التدقيق فى الصورة تكون إجابته «لا». 50 يوما والكلام للأب قضيتها بين الإسماعيليةوالقاهرة، شاهدت فيها ما لا تراه عينى من قبل، وجلست إلى لصوص وشيوخ وبلطجية وأولاد بلد جميعهم حاول مساعدتى لاستعادة الطفل، ذهبت إلى بورسعيد، وفى مديرية امن القاهرة تقابلت من أحد اللواءات الذى وعدنى بإعادة الطفل، بعدما توصلت لعنوان صديقى الذى تبين أنه يعيش فى الشرابية، ومعروف هناك، ولكن حتى الآن لا جدوى، ولم يدلنى أحد على طريقه، أريد إعادته إلى أحضانى، لا تغفل عينى منذ اختفى، ولن أعود إلى قريتى بدونه.