تواصل «المصرى اليوم» عرض سلسلة طويلة من الجرائم التى جمعها الكاتب الأمريكى كليفورد إيرفنج بين دفتى مجلد ضخم يضم «الجرائم الخمسمائة وواحد الأسوأ والأشهر فى العالم». استعرض الكاتب الجريمة بأسلوب شائق ومشوق، ألقى من خلاله الضوء على تفاصيلها وزمانها ومكانها. عرفت ب«ملكة السم فى أمريكا»، إنها ليديا دانبورى التى ولدت عام 1825 بمدينة نيو برنسويك، بولاية نيوجيرسى الأمريكية، وأصبحت واحدة من أكثر المجرمين طمعاً فى تاريخ الولاياتالمتحدة. تزوجت ليديا عام 1845 من ضابط الشرطة إدوارد سترك، وأنجبت له 6 أبناء، وتمت إقالته من شرطة نيويورك لجبنه، حيث رفض فض أحد الاشتباكات، وبدأ يشرب الخمر ويشعر بالشفقة على نفسه، ثم بدأ يضرب زوجته وهو مخمور، فما كان منها إلا وضع الزرنيخ له فى الشوربة، أمَّنت ليديا على زوجها بمبلغ 5 آلاف دولار، ثم زارت كيميائياً، واشترت سماً للفئران، قتلت به زوجها وأبعدته عن طريقها فى 26 مايو 1864. وبعد ذلك أمنت ليديا على أبنائها الستة، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 شهور و18 سنة، قبل أن تسممهم. تعاطفت المدينة بشدة مع مأساة ليديا ولم يشك أحد أو يتوقع أن تكون هى الأرملة القاتلة والأم القاتلة أيضاً، وفى 22 نوفمبر 1868 تزوجت ليديا من الثرى دنيس هاربرت الذى وعدها بترك ثروته كلها لها ومات هاربرت بعد 14 شهراً، ولم يمض عام 1870 حتى كانت ليديا قد أنفقت كل ممتلكاته. فى أبريل عام 1870 أصبحت مديرة منزل لدى نيلسون هوراتيو شيرمان، وهو أرمل ثرى له طفلان يعيشان فى دربى، مديرة المنزل أصبحت سيدته وتزوجت شيرمان، وقتلت ابنه الصغير فرانك بالسم، ثم قتلت الابنة ذات الأربعة عشر ربيعاً، ثم قدمت مشروب شيكولاتة ساخناً مسموماً لزوجها الذى توفى فى 12 مايو 1871. وأخيراً انتبه أحدهم، وهو دكتور بيردسلى، من الإعلام المحلى، الذى شك فى البداية، وعندما وجد آثار زرنيخ على شارب الزوج طلب رأيا ثانياً ثم ثالثاً، قبل أن تفر ليديا إلى نيويورك، وأبلغ دكتور بيردسلى الشرطة بشكوكه، فاستدعوا ليديا وأرسلوها للمحاكمة، بتهمة القتل من الدرجة الثانية، وفى يناير 1878 اعترفت ليديا بسبع جرائم، وقالت إن ضحاياها كان من الأفضل موتهم، ولكنها هى التى ماتت داخل السجن متأثرة بالسرطان فى 16 مايو 1878.